الملاط في العمارة اليمنية القديمة

اقرأ في هذا المقال


ما هو الملاط (القضاض)؟

القضاض: هو الاسم التقليدي اليمني للملاط الذي يستخدم كمونة بين الحجارة لزيادة تماسكها، وفي طلاء أوجه الجدران وخزانات المياه والسدود والبرك وقنوات الري لضمان عدم نفاذ المياه، وهوه بذلك يشبه الأسمنت في وقتنا الحالي.
ويتألف من مادتين أساسيتين هما النورة والجص (الكلس) إلى جانب الحصى المطحون، وأحياناً يضاف إليه مادة الرماد، حيث يخلط بالماء بعناية فائقة لزيادة متانته، وتحتاج عملية التحضير لعدو ثم بعد ذلك يتم استخدامه، ومصادر مواده الأساسية متواجدة في أغلب مناطق اليمن، إلا أن أهم مراكزها منطقة شبام الغراس من ضواحي مدينة صنعاء، وتسمّى شبام القصة نسبة إلى الجص الذي يستخرج منها، ويحمل بعد ذلك إلى صنعاء، كما يتواجد في مناطق الأهجر.

استخدامات الملاط في العمارة اليمنية القديمة:

قد تعددت أوجه استخدامه فطليت به أرضيات المطابخ والحمامات والأجزاء السفلية من السلالم وقباب المساجد وأسقف المباني، كما ملئت به الفراغات بين الحجارة المستخدمة في البناء، وكان يغطى بالشحم كدهان لعزله عن العوامل الجوية وجعله أكثر مقاومة للعوامل والتأثيرات المناخية.
واستخدم في بناء الجدران من خلال صبه بين الواجهتين الداخلية والخارجية فوق حجارة الدبش لزيادة تماسك الجدار وجعله وحدة معمارية متماسكة، حتى إذا تعرض للهدم يظل القضاض قائماً بخلاف الطرق الأخرى المستخدمة في هذا الجانب، والتي لا تؤدي نفس الوظيفة بنفس القوة والمتنانة التي يؤديها القضاض.
وتظهر أهمية مادة البناء في هذه في بناء جدران السدود من خلال استخدامه في بناء سد مأرب في أكثر من جزء، أهمها الأجزاء العلوية من جدران المصرفين الشمالي والجنوبي، فقد غطي به الوجهان العلويان بما يشبه الرصف بالخرسانة المسلحة في الوقت الحالي، كما وظف في طلاء القنوات التي يشكلهما المصرفان لضمان عدم تسرب المياه، إلا أن التوظيف المثالي لها كان في جدران السد نفسه الذي يحتفظ بالمياه، حيث شيد من حاجز ترابي غطيت واجهتيه بالحجارة الصغيرة وطليت بالقضاض كملاط لضمان تماسكها، وبالتالي عدم تسرب المياه والحفاظ على جدار السد الذي استمر يؤدي وظيفته لمدة طويلة من الزمن.
وامتد استخدامه إلى القبور، ففي القبر الملكي في شبوة استخدم في طلاء الجدران من الداخل وفي تغطية درجات السلم، كما استخدم في طلاء الجدران الدخلية للقبور والأرضية التابعة لمدينة غيمان، وكانت مخصصة لعلية القوم والملوك.


شارك المقالة: