الخصائص المعمارية في المساجد اليمنية القديمة:
تميزت المساجد اليمنية القديمة بوجود أربع قباب في أركان المسجد، حيث أن هذا الأمر لا يتكرر كثيراً في المساجد اليمنية، هذا وتختلف أيضاً وسيلة التغطية في بعض الجوامع والمساجد، حيث يكون للقبة استخدام واضح في وسيلة التغطية، كمايغطى بعض البلاطات قباب متجاورة متساوية أو قبة رئيسية تكتنفها من الناحيتين الشرقية والغربية قباب أخرى أقل ارتفاعاً.
كما يظهر أيضاً في رواق القبلة في بعض مساجد اليمن وضوح المجاز المتعامد على جدار القبلة، حيث يتقدم المحراب في بعض الأحيان قبة مرتفعة، كما يظهر في مناطق الانتقال استخدام الحنايا الركنية الواسعة والعميقة واستخدام المثلثات الكروية أيضاً على نطاق واسع، ولعل الشكل المميز أنه يلاحظ وجود عقود صماء أو تجاويف تزخرف المساحات بين مناطق الانتقال في توافق معماري بديع، ويظهر هذا الأسلوب في القباب التي تعلو المساحات في بيوت الصلاة في المدارس اليمنية.
كما اختلفت أشكال الأعمدة والدعائم إلى حد كبير داخل العمائر الدينية الإسلامية اليمنية، فبعضها يكون على شكل مستدير وذو محيط كبير، كما في الجامع الكبير في صنعاء حيث ترتكز عليها العقود، وبعض الأعمدة ذات ارتفاعات كبيرة وتحمل تيجاناً يرتكز عليها السقف مباشرة كما في جامع شبام، وبعض الأعمدة منقولة من مواضع وأماكن ترجع إلى ما قبل الإسلام، كذلك يكثر وجود الأعمدة والدعائم المثمنة الشكل، فضلاً عن أنواع الأعمدة والدعائم الأخرى ذات اقطاع المربع والمستطيل.
الزخارف الإسلامية في العمارة اليمنية:
تزدان هذه المنشآت الدينية في اليمن بالكتابات الأثرية والزخارف بدرجة لآفتة للنظر، والحق أن المعمار أو الفنان اليمني كان له دوره الكبير في هذا المجال، إذ تمتلئ مساحة الجامع أو المسجد والمدرسة والقبة والضريح بأشرطة لا حصر لها من الآيات القرآنية الكريمة وبعض الأدعية المعينة وأسماء المؤسسين والمجددين، فضلاً عن ذكر ألقابهم الكثيرة في خطوط متنوعة كوفية ونسخية وبخط الثلث وعلى مهاد من الزخارف النباتية والهندسية.
كما أنه أيضاً للزخارف النباتية والهندسية في زخرفة المبنى من الخارج والداخل على حد سواء دور كبير جداً في هذه العمائر، وهذا ويمتاز المحراب اليمني في احتوائه على ثروة كتابية وزخرفية كبيرة، كما تم استخدام مواد الطلاء بالألوان البراقة.