المنابر اليمنية الخشبية

اقرأ في هذا المقال


وصف المنابر اليمنية الخشبية:

تتفق المنابر اليمنية الأثرية الباقية في عناصرها الأساسية مع أشكال المنابر المعتادة في العالم الإسلامي، ومن المعروف أن المنبر يتكون من جزئين رئيسيين هما المدرج والجوسق، ويشمل المدرج باب المنبر ويطلق عليه باب المقدم والريشتان، ويشمل المدرج أيضاً على السلم وسياجه (الدرابزين)، أما الجوسق فيتكون من جلسة الخطيب وجوانبها وتحمله قوائم خشبية.
توجد أمثلة عديدة من المنابر القديمة ذات الحشوات الخشبية المختلفة، مثل منبر جامع الأشاعرة في زبيد ومنبر جامع ذمار ومنبر الجامع الكبير في إب ومنبر جامع الجند، كما يظهر استخدام خشب الخرط الدقيق أيضاً بأسلوب جيد على المنبر، مثل القائم حالياً في رواق القبلة بمسجد الأشاعرة في زبيد، حيث يبدو تشكيل الفنان لعوارض الكرسي على شكل الأطباق النجمية المحاطة بأنصاف وأرباع الأطباق النجمية أيضاً في تداخل بديع، تشبه إلى حد كبير بعض المشغولات الخشبية في المدرسة الأشرفية.

منبر جامع الجند في اليمن:

في الواقع أن هذا المنبر من المنابر اليمنية الباقية والتي ترجع إلى فترة زمنية متقدمة إلى حدٍ ما، يحمل منبر الجند تاريخاً يرجعه إلى نهاية القرن السادس الهجري، وفق الكتابة المحفورة أعلى عقد مدخل باب المقدم على حشوة خشبية، ويقع هذا المنبر بين المحرابين بجدار القبلة، وقد كسيت مواد الطلاء كل حشواته الخشبية التي تلفت إلى حد كبير.
يبلغ عرض هذا المنبر حوالي 4.5 متراً وارتفاعه حتى جلسة الخطيب حوالي 7.13 متراً، كما أن حشواته من أسلوب الحشوات المجمعة التي تشبه إلى حد كبير حشوات المحاريب الثلاثة الخشبية المحفوظة بمتحف الفن الإسلامي في القاهرة (المحاريب الفاطمية)، فهي حشوات سداسية مجمعة على شكل بداية ظهور الأطباق النجمية وممتلئة بالزخارف النباتية المورقة المحفورة حفراً بارزاً.
وتبلغ أبعاد باب المقدم لهذا المنبر 1.17 * 96.5 متراً، مكون من دلفتين ويعلوه عقد مدبب، والواقع أن هذا الباب يرجع إلى فترة زمنية متأخرة عن حشوات جانبي المنبر، ويؤدي درجات السلالم المؤدية إلى جلسة الخطيب، حيث يعلوه جوسق مخروطي الشكل محمول على أربعة قوائم خشبية ارتفاعها 2.50 متراً.
وفي الواقع فإن هذا المنبر يمثل خليطاً من الحشوات الخشبية التي ترجع في تاريخها من عام 588 هجري، إلى ما بعد ذلك، وذلك اعتماداً على طراز الزخارف اليمنية.


شارك المقالة: