كلمة منبر كلمة عربية خالصة مشتقة من الجذر نبر (عالياً) وهو (مرقاة الخطيب سمي منبراً لارتفاعه وعلوه)، وهو عبارة عن منصة من حجر أو خشب تتسع لوقوف وجلوس خطيب الجمعة توضع قرب المحراب.
خصائص المنبر في العمارة الإسلامية
على ما يبدو أن مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يكن به منبراً في بادي الأمر، حيث تذكر كتب التاريخ أن الرسول كان يخطب في الناس وهو متكئ على جذع نخلة، ولما شق عليه الوقوف عمل له المنبر وذلك في السنة السابعة أو الثامنة للهجرة، وقد صنع المنبر من الخشب حسبما تذكر الروايات، وكان بسيطاً عبارة عن ثلاث درجات بما فيها المجلس، ارتفاعه مقدار ذراعين 1.18 متر، أما موقعه داخل المسجد فكان على يسار المحراب على يمين القائم في الصلاة.
وقد بقي المنبر على حاله في المسجد النبوي حتى قام مروان بن الحكم عامل الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان على المدينة بزيادة ستة درجات عليه، فأصبحت للمنبر تسعة درجات، واستمر كذلك حتى عام 161 هجري، حيث أمر الخليفة المهدي بن أبي جعفر المنصور بإزالة الزيادة في درجات المنبر وجعلها على نفس هيئتها الأولى وأمر بإزالة المقاصير، غير أن المسلمين عادو بعد ذلك إلى جعل عدد درجات منابرهم تسعاً، وهي كذلك في أغلب المنابر الإسلامية إلى يومنا هذا، أما أقدم المنابر الإسلامية الباقية هو منبر مسجد القيروان، والذي يعود تاريخه بين عامي 249-242 هجري، حيث لازال يحتفظ بصناعته الأولى وزخارفه.
وصف المنابر في عمارة المساجد الهندية
كما أن منابر المساجد الهندية نجد أن المعمار قد التزم أثناء تشييده لتلك المنابر بتصميم منبر الرسول (صلى الله عليه وسلم)، حيث تمتاز بصغر حجمها وقلة عدد درجاتها والتي تكون في أغلب الأحيان من ثلاث درجات فقط على الرغم من المساحات الواسعة لبيت الصلاة المقامة فيه، وذلك ما نجده في المسجد الجامع في مدينة فات بور سكري، حيث تبلغ مساحة بيت الصلاة 19.80 متر، في حين يبلغ قياس المنبر والمكون من ثلاث درجات 1.65 متر، وكذلك الحال في المسجد الجامع في دلهي والذي يشغل بيت الصلاة فيه 18.5 متر.