المنازل في العمارة الليبية

اقرأ في هذا المقال


في الأقطار الإسلامية كان للمسكن الشعبي والقصر الأميري دوماً بعض العناصر المشتركة التي استعيرت أحياناً من تصاميم معمارية جاهلية التي اعتمدتها المسلمون لأسباب تتعلق بالعادات أو بحكم عوامل مناخية خاصة، ومنها ما يدعو بالحوش.

خصائص المنازل في ليبيا

يظهر الحوش كفناء داخلي مكشوف له أروقة أحياناً وتحف محيطه جدران عمودية، ومن مزاياه أنه يوفر دائماً لمن يتوقف في وسطه حيزاً مظللاً مهما كان اتجاه جوانبه في أي فصل من فصول السنة أو آية ساعة من ساعات النهار، ففي هذه الربوع الإسلامية حيث صفاء السماء وارتفاع درجة الحرارة يدفعان بالإنسان إلى العيش في الهواء الطلق، يبدو الحوش كحلية معمارية تسمح بهذا النوع من العيش حتى في عقر الدار، حيث يقال بأن الرومان قد عرفوا هذه الوسيلة الإنشائية من قبل إذ يسمونها آتريوم.

كما أنه قد بذل المسلمون كل عناية لكي يكون الحوش مسبوقاً بمدخل ذي زاويتين متتاليتين، وفي تضاف غرفة تدعى (المربوعة) تصلح لاستقبال الضيوف ومن شأنها عزل القسم الأكثر حرمة من الدار، وليس في ليبيا نماذج كثيرة لمساكن تستحق الذكر.

وبعد سنة 1551 ميلادي كان تورغوت باشا الوالي الوحيد الذي شيد لنفسه قصراً بالقرب من المسجد الذي كان يحمل اسمه، في حين اتخذ جميع خلفائه تقريباً من قلة المدينة مقراُ لإقامتهم، إن قصر تورغوت باشا قد زالت معالمه ولم يتبقى منها إلا القليل، حيث أن سقف القصر كان ذا هيكل مسنم مكسو بالقراميد التي قصد تورغوت استخدامها على ما يبدو بغية تمييزه نوعاً ما عن البيوت الأخرى.

المساكن في طرابلس

ومنذ النصف الثاني من القرن السابع عشر للميلاد ولا سيما إبان ولاية عثمان الساقزلي ظهرت في طرابلس بعض الممتازة التي مازالت قائمة حتى الآن، وإن جميع هذه المنازل بنيت من طابقين وتنفتح غرفها على وسط الحوش، وإن المكان الوحيد في الطابق الأول يخدمها مستراح محيط بالحوش لها نوافذ وشبابيك حديدية منفتحة على الشارع.

وتكتسي هذه المنازل أهمية خاصة من حيث غنى الزخرفة المتمثلة في في (مستراح) من الخشب المطلي بالدهان تدعمه أعمدة مرمرية بتيجان أصيلة أو مستلهمة من تيجان غربية معاصرة.


شارك المقالة: