اقرأ في هذا المقال
وصف النسيج العمراني للمنطقة الغربية في السعودية:
لقد ميز نظام الأحواش النسيج العمراني للمدينة المنورة، فهو من الناحية المناخية متنفس للأحياء السكنية يمدها بالضوء والتهوية الجيدة ويعزلها عن التيارات الهوائية المباشرة، ومن الناحية الاجتماعية يعد ملتقى للكبار والصغار خصوصاً أن بعض الأحواش كانت تضم حدائق جميلة.
وقد أثر وجود الحرمين الشريفين بمكة والمدينة تأثيراً واضحاً في تكوين النسيج العمراني بالمدينتين المقدستين؛ فكل منهما كان نواة للمدينة ومركزاً لها، كما أن نسبة البناء في المناطق المحيطة بكل حرم تفوق نسبة الفراغ، حيث يشكل البناء كتلة مستمرة قد تصل إلى أعالي الجبال كما في مكة المكرمة على الرغم من صعوبة الجبال ووعورتها، مما أعطى التكوين المعماري ميزة ارتفاع المباني وكبر الكتل المعمارية.
ويظهر الفراغ هنا في شكل خطوط تضيق وتتسع نحو مركز المدينة ومنها تتفرغ أزقة تقضي إلى أزقة أخرى أقل عرضاً تنتهي بالفراغات الخاصة، أما بالنسبة إلى المدن الساحلية حيث الحرارة المرتفعة، فقد اتخذ النسيج العمراني شكلاً شريطياً على الساحل؛ للاستفادة من نسيم البحر، كما شكلت المراسي نقطة ارتكاز في النسيج العمراني وساعد تلاحم البيوت على خلق شرايين الحركة في هيئة ممرات متعرجة شكلت في معظمها مسارات جيدة للهواء لكونها مفتوحة على البحر.
خصائص النسيج العمراني للمنطقة الغربية في السعودية:
تأثرت المنطقة الغربية بمؤثرات حضارية وفنية وافدة انصهرت مع الزمن؛ لتشكل طرازاً معمارياً ثابتاً بشكل ملحوظ يعرف في المملكة العربية السعودية بالطراز الحجازي، حيث يشيع استعماله في مدن الحجاز مثل: جدة، مكة المكرمة، المدينة المنورة، الطائف، ينبع، الوجه،وضباء، كما يعرف لدى بعض المختصين بطراز حوض البحر الأحمر لوجوده في جميع المدن التاريخية الواقعة على ضفتي هذا البحر داخل الجزيرة العربية وخارجها.
وثمة عاملان كان لهما أثرهما في تحديد شكل المنازل في المنطقة هما التقاليد والمناخ، فالتقاليد الاجتماعية الراسخة التي تتميز بها المنطقة كانت سبباً في التشديد على الفصل بين الحياة الخاصة والحياة العامة وتمثل ذلك في تنظيم المساحات الداخلية للمنازل وتحديد نقاط الاتصال بين داخل المنزل وخارجه، ويعكس توزيع الفراغات في البيت الحجازي التقسيم الاجتماعي الإسلامي في حياة الأسرة المسلمة.
