الوصف المعماري لدور الفسطاط
وصف الأستاذ كريسويل (أستاذ ومؤرخ عمارة إنجليزي) نماذج من الدور التي كشف عنها في الفسطاط كل من علي بهجت وجبرائيل (علماء التاريخ والآثار الشرقية والإسلامية) ، وهي نفس النماذج التي عرض لها فريد شافعي (كاتب) محاولاً دراستها لتحديد تأريخها، وفي نفس النماذج التي عرض لها فريد شافعي محاولاً دراستها لتحديد تأريخها، وأضاف إلى ما تحدث عنه كريسويل دارين كشف عنهما في موضع العسكر، ويرجع تاريخهما إلى العصر الطولوني، وإحدى هاتين الدارين كشف عنها عباس حلمي بعد نشر دراسة كريسول.
وفي إطار ما سبق عرضه من مشاهدات وأوصاف البلدانيين والرحالة لدور الفسطاط والدور والقصور في القاهرة في العصر الفاطمي وكذلك ما ذكر عن اعتبارات التوثيق الأثري للدور، فقد يبدو مهما أن تقدم هذه الدراسة وصفاً لنماذج من هذه الدور في إطار رؤية أثرية مستفيدة مما ذكره الآثاريين من المهندسين وما ورد في التراث الإسلامي.
مواد بناء دور الفسطاط
بنيت دور الفسطاط بالآجر وبمونة من خليط من الجير والرمل، وقد بقى من هذه الدور أطلال بعض جدرانها في الدور الأرضي يتراوح ارتفاعها من 1-2 متر، كما فقدت بعض الدور جانباً كبيراً من أساسات جدرانها، ويمكن إلى حد ما تتبع حدودها، وقد بنيت هذه الجدران بأساسات سميكة اختلفت سمكها من دار إلى أخرى بل إنه اختلف في الدار الواحدة.
لكن هذه الأساسات بلغت في المتوسط المتر، وهو سمك كبير يتوافق مع ما ذكره الرحالة والبلدانيين من أن دور الفسطاط كانت ترتفع إلى عدة طوابق، وهو ارتفاع بالغ فيه هؤلاء الرحالة مبالغة كبيرة، حيث أشارت المصادر الأخرى إلى أن طوابق الفسطاط بلغت ستة أو سبعة وهو أمر لا تعكسه أساليب الإنشاء في هذه الفترة والتي تعتمد على الحوائط الحاملة.
كما لا تتوافق معه عناصر الاتصال المؤدية إلى الطوابق العليا وبخاصة السلالم وأسلوب إنشائها وطريقة بنائها، كما أن الصعود هذا الدرج بهذا الارتفاع –على فرض إمكانية إنشائه- يومياً بواسطة السكان كان من الصعوبة أن يكون بمكان واحد. وفي إطار هذه البقايا التي يمكن من خلالها ومن خلال أوصاف المصادر أن نقر بأن الطوابق التي كانت تحملها هذه الأساسات ترتفع إلى أربعة طوابق أو خمسة على أكثر تقدير.