برج بايتيريك أو برج الحور الطويل، وهو نصب تذكاري وبرج مراقبة في أستانا، كازاخستان، ومنطقة جذب سياحي شهيرة بين الزوار الأجانب والمواطنين الكازاخيين على حد سواء، كما يُعد برج بايتيريك رمز للمدينة، التي أصبحت عاصمة البلاد في عام 1997، بينما يهدف النصب التذكاري إلى تجسيد حكاية شعبية عن شجرة الحياة الأسطورية وطائر السعادة السحري (Samruk) الذي وضع بيضته في شق بين فرعين لشجرة حور.
التعريف ببرج بايتيريك
برج بايتيريك في مدينة نور سلطان أستانا هو مبنى فريد من نوعه في عاصمة كازاخستان، تم إنشاؤه بمبادرة من رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف وذلك احتفالاً بمرور 10 سنوات على استقلال الاتحاد السوفيتي السابق، كونه مهندس مشروع أكمورزا روستمبيكوف، حيث أنه وجهة سياحية شهيرة، ويوفر مناظر خلابة للمدينة، بينما البرج مصنوع بأسلوب مستقبلي، كما بدأ بناء المشروع في عام 1996، وانتهى عام 2002. والاسم الكامل للنصب التذكاري أستانا بايتيريك.
المثير للدهشة أن التصميم يعبر في نفس الوقت عن الإخلاص للجذور التاريخية والتقدم الواثق نحو مستقبل جديد. كما اتضح أن مزيجًا متناغمًا من التكنولوجيا الحديثة والأفكار الروحية، يعكس ماضي البلد وحاضره ومستقبله، وتم افتتاح الهيكل الضخم لبرج بايتيريك في وسط عاصمة كازاخستان في عام 2002، ليبدأ مرحلة جديدة في حياة الناس وأصبح رمزًا ليس فقط لأستانا، ولكن أيضًا للبلد بأكمله.
الكلمة الكازاخية بايتيريك تُترجم حرفيًا لتعني حور طويل القامة، كما هو الحال في الشجرة. وهذا ما يجعل برج بايتيريك اسمًا مناسبًا لنصب تذكاري وطني غارق في الرمزية والمعنى، يربط العالم القديم بالحديث في احتفال بالتقدم، حيث يقع في أستانا، كازاخستان، وتم تصميم كل عنصر من عناصر برج بايتيريك بهدف نقل المعنى للزوار والمواطنين على حد سواء.
يبلغ ارتفاع البرج 97 مترًا لتمثيل عام 1997، وهو العام الذي تم فيه تسمية أستانا عاصمة كازاخستان. كما يعتبر البناء غير العادي للبرج أكثر من مجرد ازدهار فني فريد، بحيث يُقصد بالكرة الذهبية التي تقع فوق الأبراج المدببة العديدة للبرج أن ترمز إلى بيضة تقع بين أطراف الأشجار، في إشارة إلى حكاية شعبية محلية قديمة عن السعادة والبدايات، مع التركيز على طائر وضع بيضته في الشجرة المقدسة من الحياة.
هذا المزيج من القديم والجديد مثير للاهتمام وملهم لكل من الكازاخيين والزوار، الذين تمت دعوتهم للسفر إلى أعلى البرج ومشاهدة مناظر المدينة من سطح المراقبة داخل القبة الذهبية، ولا يقتصر الأمر على توفير عامل جذب سياحي فريد، بل يوفر أيضًا وسيلة أخرى للرموز، حيث يسافر الزائرون داخل بيضة السعادة والبدايات، القادرون على رؤية العالم الحديث من مكان تاريخي وأسطورة.
المساحات في برج بايتيريك
يبلغ ارتفاع البرج نفسه 97 مترًا ويصل إلى 105 مترًا إذا كنت تفكر في قاعدته حيث يوجد أكواريوم ومعرض بايتيريك وكافيتريا صغيرة، كما يوجد داخل البرج مصعد ينقل الزوار إلى ارتفاع 86 متر حيث توجد غرفة بانورامية بإطلالة جميلة على المدينة، بينما يوجد في الغرفة كرة أرضية خشبية بها 17 بتلة ترمز إلى الحركات الدينية في العالم وإنطباع كف نور سلطان نزارباييف، أول رئيس لكازاخستان.
بناء هيكل برج بايتيريك
يرتكز البرج على 500 دعامة تشكل هيكلاً أسطوانيًا ينفتح مع ارتفاعه ويزيد وزنه عن 1000 طن. حيث أن الكرة الزجاجية الذهبية الكبيرة في أعلى البرج، التي يبلغ ارتفاعها 100 متر، يبلغ قطرها 22072 مترًا وتبلغ مساحتها 1530 مترًا مربعًا ويزن 300 طن تقريبًا، بينما يرمز إلى الشمس الساطعة وينقسم إلى 16 متوازيًا و32 خط طول.
ينقسم البرج إلى 3 أجزاء، بالإضافة إلى شجرة الحياة من القصة، تحت الأرض يوجد الطابق السفلي للنصب على عمق 4.5 متر، وتوجد مقاهي وأحواض مائية ومعرض (Baiterek) الصغير مع أعمال الفنان الكازاخستاني يربولات توليبباي، بينما الأرض متوسط مستوى الشجرة، وهي عبارة عن مصاعد زجاجية بانورامية تؤدي إلى الأعلى.
والجزء الثالث السماوية، الذي يوجد كرة فوق النصب التذكاري بها قاعة بانورامية واسعة خفيفة من ثلاثة طوابق وبار، حيث أن الكرة مصنوعة من الزجاج المسمّى بالحرباء؛ لأنه يتغير لونه تحت أشعة الشمس. وهنا، ولأول مرة في العالم، تم تركيب كرة بهذا الحجم على ارتفاع 97 مترًا، بينما حول الكرة قضبان معدنية تشبه أغصان الأشجار، وهناك 101 منهم بالضبط، مثل عدد الجنسيات في كازاخستان.
جزء مهم من النصب هو التكوين الفني (Ayaly-Alagan) أيدي الرعاية، وهي بصمة كف اليد اليمنى لرئيس الجمهورية الأول والحالي، حيث تم تعيينه على ارتفاع 97 مترًا للتأكيد على الارتباط بالعام الذي بدأت فيه الفترة الجديدة في البلاد، كما تعبّر المطبوعة عن الرغبة في حياة سلمية وصداقة وانسجام، وللمس كف الرئيس يأتي عدد كبير من الناس.