تعددت بنايات القصر الشرقي الكبير داخل أسواره، وكذلك كان هناك بعض المباني التي تخدم القصر، ولكنها أنشئت خارج أسواره، فقد ذكر ناصر خسرو (رحالة) حصراً لبنايات القصر عندما زاره، حيث يذكر أنه رأى اثنى عشر قصراً يؤدي كل منهما للآخر، وكل قصر يفوق الآخر بمحتويات لا تصدق، كما أن سعة قاعات هذه القصور نحو 100 متر مربع.
وصف القصر الشرقي الكبير
وفي هذا الوصف ما يشير إلى أن القصر كان مكوناً من اثنتي عشر بناية، كما أن هذه البنايات كانت تربط بينها ممرات ودهاليز، وكانت البنايات تضم قاعات مربعة الشكل، كما أنه بالإضافة إلى البنايات أو القصور وجد أواوين لو تم وصفها لطال الوصف إلى غير نهاية.
وقد ورد لكل أنواع هذه البنايات عرضاً جاء غنياً بالأوصاف المعمارية لبعض البنايات، حيث ركز على النشاط الإنساني في بعض البنايات الأخرى أكثر من تركيزهم على شكلها المعماري.
كما يلاحظ أن القصر الشرقي الكبير وكذلك القصر الغربي وغيرهما من المنشآت تعكس ما حدث من نشاط معماري وعمراني بالقصور طوال العصر الفاطمي، والذي امتد لأكثر من قرنين من الزمان تطورت فيهما أساليب العمارة والإنشاء والزخرفة تطوراً ملحوظاً تعكسه آثار الفاطميين الباقية، كما تغيرت رواية عمران القاهرة بتغير الزمن وزيادة ثراء الدولة مع اتساع نفوذها، وكذلك حدث بعض التقلص في فترات الشدة الاقتصادية والحروب وهو أمر نضعه في الاعتبار.
الإيوان الكبير
أحد منشآت القصر الشرقي الكبير، وقد أنشأه الخليفة العزيز بالله الفاطمي سنة 369 هجري ليكون مقراً لجلوس الخليفة، واستمر في تأدية هذا الغرض حتى نقل المجلس إلى قصر الذهب الخليفة الآمر بحكم الله الفاطمي، فاستخدم هذا الإيوان بعد ذلك لتخزين السلاح ومن ثم عرف بخزائن السلاح.
ويتصل هذا الإيوان بشبكة الطرق التي تربط بين منشآت القصر الشرقي الكبير، وكان يرتبط مباشرة ببابي الزهومة والديلم بالقرب من موضع مشهد الحسين، وحالياً يصل إلى تربة الزعفران، وذلك من خلال طريقين يربطان هذا الإيوان بهذين البابين من أبواب السور الخارجي للقصر، كما كان يتقدم هذا الإيوان دهليز وهي سمة معمارية وجد ما يماثلها في قصر الذهب الذي يتقدمه دهليز العمود.