الجدران والعقود لبيت الصلاة:
يتكون الهيكل البنائي لبيت الصلاة إما من أربعة عقود عقد بكل جانب أو ثمانية عقود عقدان بكل جانب أو أثني عشر عقداً ثلاثة بكل جانب، وتكون العقود جزءاً مكملاً للجدران في داخل هذه العقود والتي تبرز عنها بنحو 30 سم من داخل بيت الصلاة.
هذا الترتيب المعماري ميز فيما يخص الهيكل البنائي لبيت الصلاة، كل المساجد التي شيدت في ليبيا في الفترات السابقة للفترة العثمانية، واستمر كذلك في الفترة العثمانية، ومن الجانب الوظيفي والجمالي، فإن تنظيم بيت الصلاة في هذه المساجد الصغيرة المتواضعة يعطي المشاهد المصلي انطباعاً يمثل القوة والثبات والشعور بالاستقرار الإنشائي لبيت الصلاة، بالإضافة إلى هذه الانطباعات فإن هذا الترتيب البنائي يعطي الإيحاء والتأثير بالرحابة التي تفتقدها هذه المساجد الصغيرة.
القبة ومنطقة الانتقال لبيت الصلاة:
القباب في هذه المساجد يحملها دائماً الهيكل البنائي الموصوف أعلاه، والذي يتكون من عقود رشيقة غالباً شكلها نصف دائري، ونلاحظ من آن لآخر حلية زخرفية معمارية بارزة (كرنيش) تجري على امتداد الجدران أسفل منطقة الانتقال في القبة.
تتكون منطقة الانتقال في القبة إما من حنايا ركنية أو مثلثات كروية، هذه المجموعات أو الفئة من المساجد بها تنوع لنفس التصميم الخاص بمنطقة الانتقال من بينها حنية ركنية ذات تصميم، وشكل خاص تسمى نصف تربيعة؛ لأنها تشبه منطقة مربعة قسمت بميل قطري بزاوية 90 درجة، هذا التعبير المعماري ينطبق على التعبير الذي يطلقه المستشرق كرزويل.
والحنايا الركنية في منطقة الانتقال في القبة في معمار المسجد الليبي تذكرنا بنفس الحنايا في العمارة الإسلامية في تونس، كما يشاهد في منطقة الانتقال بقبة البهو في جامع القيروان، وهناك أمثلة أخرى في جامع الكاف في تونس شيد في القرن الحادي عشر، ومن أجمل إحداث التماثل وإبراز اللمسة الجمالية في داخل بيت الصلاة فإننا نلاحظ أحياناً وجود أربع حنايا ذات عمق بسيط صممت في الأضلاع المحورية الأربعة للمثمن الذي يكون منطقة الانتقال في القبة.
وفي بعض الأمثلة الأخرى نلاحظ وجود عقدين توأمين من نوع حدوة الفرس على مستويين في كل ضلع من الأضلاع الأربعة المحورية للمثمن موضوعة بين الحنايا الأربعة.