يقع بيت الكرتيلية في ميدان أحمد بن طولون، وهو من البيوت الإسلامية التي تتميز بجمالها المعماري، يتكون بيت الكريتلية من بيتين تصل بينهما قنطرة، بنى البيت الأول محمد بن الحاج سالم بن جلمار الجزار في عام 1631 ميلادي، وهو البيت الذي يقع على يمين الداخل، أما البيت الثاني بناه المعلم عبد القادر حداد في عام 1540 ميلادي، وسُمّي بيت الكريتلية، لأن آخر من سكن فيه سيدة من جزيرة كريت باليونان، فنسب البيت إليها وإلى عائلتها.
تحول البيت إلى متحف يُعرف باسم متحف جاير أندرسون نسبة إلى الميجور البريطاني جاير أندرسون، الذي كان طبيباً في الجيش الإنجليزي، وتقدم عام 1935 ميلادي بطلب إلى لجنة الآثار الإسلامية في مصر بأن يسكن البيت على أن بعتني به ويحافظ على طابعه الإسلامي ويؤثثه من الداخل على الطراز الإسلامي بجموعة من المقتنيات والتحف القيمة والنادرة، وهو ما حدث بالفعل، ولم يدم وجود جاير أندرسون بالبيت طويلاً حيث توفي في عام 1940 ميلادي، وبعد وفاته أصبح البيت ملكاً لهيئة الآثار المصرية التي قامت بتحويله إلى متحف.
تصميم بيت الكريتلية:
يتكون البيت من صحن تتوسطه فسيقة من الرخام الأبيض، وتطل على الصحن غرف البيت وقاعاته، كما هو الحال في كل البيوت الإسلامية، يتكون الدور الأرضي من حواصل أي غرف صغيرة لحفظ المحاصيل والبضائع، وقد أعدت لتخزين حاجات أهل البيت من طعام وحبوب وخلافه، ويقع في نهاية الفناء إسطبل لحصان واحد كان ملكاً لأهل البيت، ويشغل الدور الأول المقعد، وهو مكان اجتماع أهل البيت وخاصة الرجال ويزين السقف براطيم خشبية مُحلّاة بنقوش وزخارف إسلامية بديعة، وتحتوي القاعة عدداً من الخورستانات، وهي دواليب حائطية.
ومن المقعد يتصل السلاملك بالحرملك عن طريق رواق، وتتميز قاعة الحرملك بالمشربيات البديعة والخورستانات التي رسمت على ضلفها رسوم فارسية بديعة، وبالبيت عدد آخر من الغرف القمرة، أي الغرف الصغيرة، وممّا يذكر أن كل غرف وقاعات البيت مفروشة بالأثاث الإسلامي الطراز، وكذلك زينت الحوائط بالتحف، وهي جميعاً من مقتنيات جاير أندرسون.
أما البيت الثاني والذي يطلق عليه بيت السيدة أمنة بنت سالم، فهو يحتوي على صحن مفتوح كالبيت الأول، وتحيط بهذا الصحن غرف تعرف بغرف الولادة، وهي غرف تخصص لولادة السيدات في العصر العثماني، ولا تزال الكراسي الخشبية المصنوعة لغرف الولادة موجودة في تلك الغرف.