قام المهندسان المعماريان السويسريان هيرزوغ ودي ميرون بتصميم بيروت تيراسيس، هذا البرج السكني بألواح أرضية متدلية وشرفات لبيروت، لبنان. حيث تم إنشاؤه كجزء من مخطط رئيسي أوسع لتجديد هذه المنطقة من المدينة التي تضم مرسى، وسيتألف المبنى من خمسة ألواح أرضية معيارية مختلفة تُستخدم في مجموعات مختلفة لإنشاء مزيج من الشرفات والتراسات.
التعريف ببيروت تيراسيس
تأثر تصميم بيروت تيراس حرفياً بطبقات تاريخ المدينة الغني والصاخب. حيث أنه يوجد بالقرب من الموقع مكب نفايات شاسعة من حطام الحرب والقمامة من التفجيرات العديدة منذ سبعينيات القرن الماضي، لكن هذا سيتغير في المستقبل. وعلى الرغم من التاريخ المليء بالندوب، إلّا أن هناك رؤية واضحة لإعادة تأهيل المنطقة، ويهدف المخطط الرئيسي الحالي الذي بدأ بالفعل على قدم وساق إلى إعادة البناء وإعادة الحياة إلى هذا الجزء من بيروت.
يقع بيروت تيراسيس في جزء من المخطط الرئيسي مخصص لبناء المباني المكتبية والسكنية الشاهقة ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بمرسى لليخوت الجديد. كما سيحتوي المبنى على نباتات على التراسات لتوفير الخصوصية وفي المدخل الرئيسي ليكون بمثابة استمرار للجادة الخضراء المجاورة. بحيث سيتم دعم الهيكل الذي يبلغ ارتفاعه 116 مترًا بواسطة أعمدة على شبكة منتظمة 14.7 مترًا، بحيث تتدلى كل لوحة أرضية على الزجاج بمقدار 60 سم على الأقل.
ستتوفر 129 شقة فردية ودوبلكس وتاون هاوس، مرتبة في مجموعات مختلفة في جميع أنحاء البرج. وتم الانتهاء من المشروع في عام 2013، حيث أن المبنى عبارة عن مبنى شاهق متعدد الطبقات يبلغ ارتفاعه 119 مترًا. كما يتميز الهيكل الطبقي بإسقاط أو تراجع مناطق المعيشة التي تولد المدرجات والمسطحات والضوء والظل وأماكن المأوى والتعرض. ونتيجة لذلك، تعتبر كل وحدة فريدة من نوعها، كما أن الاختلافات في تصميم الشقق في كل طبقة تشكل حيًا جديدًا بشكل مدروس.
بناء بيروت تيراسيس
يتم إبلاغ هيكل ومظهر المبنى المقترح بوعي واحترام لماضي المدينة، فضلاً عن الثقة بالنفس والتفاؤل لبيروت المعاصرة. بينما هناك خمسة مبادئ تحدد المشروع، طبقات وتراسات، داخلية وخارجية، نباتات، مناظر وخصوصية، نور وهوية. حيث كانت النتيجة هي بناء ذو طبقات رأسية، ألواح بأحجام مختلفة تسمح بالتفاعل بين الانفتاح والخصوصية التي تعزز العيش المرن بين الداخل والخارج. ينتج عن التفاصيل الدقيقة والتركيز على التناغم المنسق للمواد عالية الجودة بنية تتسم بالكفاءة والرفاهية. بينما تعمل الهندسة البيئية الدقيقة والاستخدام المحدد للنباتات على تعزيز الاستدامة ونوعية الحياة داخل المبنى.
بناء الهيكل
لضمان التمايز الكافي بين حجم المبنى والحفاظ على نسبة بناء معقولة، يتكون البرج من خمسة طوابق معيارية، تتكرر في مجموعات مختلفة. كما يتم حمل الهيكل من خلال اللب وشبكة عمودية منتظمة تمتد حتى 14.7 مترًا. ونتيجة لذلك، فإنّ جدران الشقق ليست هيكلية وترتيبها مفتوح للمرونة المستقبلية. كما يحتوي كل ربع من البرج على بهو خاص به مع مصاعد تخدم ما لا يزيد عن شقتين في نفس الوقت. ولمزيد من الكفاءة، تشترك ردهاتان في مصاعد الخدمة، ورافعات (MEP)، وممرات الهروب من الحريق.
النور والهوية
توفر الأجزاء المتدلية الواسعة الظل وتقلل من اكتساب الطاقة الشمسية. بحيث تبرز بلاطات كل طابق حول محيطها بالكامل بما لا يقل عن 60 سم، ممّا يسهل بناء وصيانة الواجهات ذات الجدران المزدوجة الواسعة. كما أن ألواح الأرضية سميكة بما يكفي لموازنة دورات درجة الحرارة اليومية بحكم كتلتها الحرارية، وتخزين البرودة خلال الليل وإطلاقها خلال النهار.
تجعل مثل هذه الإستراتيجيات السلبية المبنى مكانًا مستدامًا حقًا للعيش فيه. وعند الضرورة، تعمل الثقوب الموجودة في الأجزاء المتدلية على تعديل الإضاءة والتعرض للشمس. كما تشكل كثافتها وشكلها والظلال التي تولدها نمطًا لافتًا يمنح البرج هوية مميزة ويفصله عن محيطه.
الشقق السكنية
يتم توزيع مزيج الشقق ذات الأحجام والأنواع المختلفة، بما في ذلك الدوبلكس متعدد الطوابق، في جميع أنحاء المبنى، ممّا يوفر مجموعة متنوعة من الشروط لتلبية احتياجات كل مستأجر وتزويد كل مستوى بهوية فريدة. كما تتكون الشقق بشكل عام من ثلاث مناطق، منطقة استقبال عامة ومساحة معيشة خاصة ومنطقة خدمة. بحيث تشمل البهو وغرفة المعيشة الفسيحة في منطقة الاستقبال مناطق للجلوس وتناول الطعام مع إمكانية الوصول إلى شرفة عرض واسعة.
تحتوي المساحة الخاصة على غرفة معيشة عائلية وغرف نوم مع حمامات داخلية وخزائن ملابس وغالبًا ما تشمل أيضًا الوصول إلى التراس. كما تتكون منطقة الخدمة من مطبخ مع تخزين وغرفة غسيل ملحقة وغرفة نوم للخادمة مع حمام. بينما توفر جميع المساحات الرئيسية كغرف المعيشة وغرف النوم ارتفاعًا واضحًا يبلغ 3.31 مترًا.
