خصائص الجامع الأموي في دمشق:
يقع في وسط مدينة دمشق القديمة، ويعد من أهم المساجد التي بنيت في العصر الإسلامي، ومن المؤكد أن أرض الجامع كانت مخصصة للعبادة منذ مئات السنين، حيث وجد في المكان نفسه معبد للإله حدد الأرامي وذلك في مطلع الألف الأول قبل الميلاد، وفي العصر الروماني بني معبد للإله جوبيتر على أنقاض معبد الأرامي.
استغرق بناء الجامع الأموي قرابة عشر سنين بدءاً من ذي الحجة في عام 86 هجري، فكان في غاية الإبداع والروعة والجمال، وقد وصف الجامع عدد كبير من المؤرخين والعلماء العرب والأجانب، حيث وضع الفن الإسلامي والعمارة الإسلامية مبادئهما الأولى فيه.
حرق الجامع الأموي في دمشق لأول عام 1068 ميلادي، كما حرق أيضاً في عام 1247 ميلادي احترق فيه القسم الشرقي من الحرم والمئذنة الشرقية، وفي عام 1401 ميلادي عندما هاجم تيمورلنك قلعة دمشق نصب الآلات الحربية في صحن الجامع لمهاجمة القلعة فلحق فيه حريق وتخريب، أما الزلال فكانت كثيرة ولكن أشدها حدث في عام 1157 ميلادي والذي أثرت على الجامع.
ولكن بعد هذه الزلازل والحرائق التي كانت تؤثر على الجامع الأموي كان يقام بعدها مباشرة عمليات الترميم والتشييد وإعادة زخارف الجامع مثلما كانت عليه، وبفضل الجهود التي بذلت من أجل ترميم وإصلاح ما تهدم من الجامع بقي أثراً خالداً للحضارة الإسلامية.
التصميم المعماري للجامع الأموي في دمشق:
من حيث التصميم المعماري فالجامع مستطيل الشكل، تبلغ أبعاده ما يقارب 97 متراً عرضاً و 156 طولاً، كما يوجد له صحن واسع يوجد حوله أروقة من 3 جهات، وجدار الحرم يوجد في الجهة الرابعة من صحن الذي تبلغ أبعاه 37 متراً عرضاً و 139 طولاً.
كما يوجد للجامع أربعة أبواب: الباب الشمالي يسمى باب الفراديس، أما اليوم فيسمى باب العمارة، والباب الغربي يسمى باب البريد، يتكون من ثلاث مداخل طليت درفاته بالنحاس في العهد المملوكي، أما الباب الشرقي يعرف بباب جيرون وهو محافظ على وضعه منذ العهد الأموي.
كما أن أجمل العناصر في صحن الجامع هي قبة الخزنة، بنيت بغرض وضع أموال الملسمين فيها، أما من حيث التصميم المعماري فهي على شكل مثمن تقوم على أعمدة تحمل تيجان كورنثية جميلة، كما زخرفة بالفسيفساء الرائعة التي مازالت موجودة.