اقرأ في هذا المقال
خصائص الحمامات العامة العثمانية في أوروبا:
لقد قامت الحمامات العامة بدورٍ بارز في حياة المجتماعات الإسلامية إبان العصور الوسطى، بل وحتى في النصف الأول من القرن 14 هجري، وقد أقيمت العديد من الحمامات المفردة والمزدوجة في أوروبا العثمانية، إلا أنه لم يتبقى منها سوى القليل، بل إن القليل من هذا قد تعرض بعضه للإهمال تارة والتخريب المعتمد تارة أخرى، ويكفي أن نشير إلى حمام غازي خسروبك الشهير في سراييفو قد تحول منذ فترة قريبة إلى مطعم ومقهى.
وعلى الرغم من ذلك فإن ما بقي يمكن من خلاله أن نتعرف على عمارة الحمامات وطرزها ومفرداتها وعناصرها المعمارية ونقوشها الكتابية والزخرفية، ويمكن القول إن الحمامات قد تُبنى مستقلة سواء كانت منفردة أو مزودجة، وقد تبنى ضمن مجمعات معمارية ونادراً ما يخلو مجمع من تلك المجمعات من بناء حمام به، ومن الملاحظ أيضاً أن القبة قد قامت بدور كبير في عمارة الحمامات إبان العصر العثماني، بل إن ما شاهدناه من ملامح التجديد والإضافة والابتكار في العمائر الدينية قد وجد طريقه إلى الحمامات، لاسيما وأن المعالجات المعمارية وطرق الإنشاء لا تختلف كثيراً.
أمثلة الحمامات العامة العثمانية في أوروبا:
ومن هذه الحمامات الباقية يجب أن نشير إلى كل من حمام محمود باشا 871 هجري، وحمام خاصكي حرم 964 هجري، والحمام الملحق بمجمع قليج علي باشا في الطوبخانة وجنيلي حمام (الحمام الخزفي) وحمام سوكللو محمد باشا في مدينة إسطنبول وغير ذلك، وفي أدرنة عدة حمامات منها حمام البيلربى.
وفي بلغاريا حمام الصدر الأعظم خادم علي باشا في نوفازاجورا والحمام المعدني في كستنديل وحمام إبراهيم باشا في هزار جرادق، وفي ألبانيا حمام كرويا وغيرها من الحمامات العديدة، كما يعد حمام محمود باشا من أهم تلك الحمامات الباقية في إسطنبول لأنه يُعد أقدمها، بل قد صار نموذجاً يحتذى به في تصميم الحمامات التالية، وبصفة عامة فهو يتبع ذلك الطراز الذي تبنى فيه وحدات الحمامات المختلفة على محور واحد، وهو المحور العرضي، وعلى ذلك يشتمل على ثلاث وحدات متتالية على محور واحد، وهي الوحدات الثلاث الرئيسية في الحمام، وتبدأ بحجرة المسلخ، وتعلوها قبة ضخمة.