الحمامات العثمانية

اقرأ في هذا المقال


الحمامات العثمانية: 

المغتسل المعروف، ويقال له الديماس أيضاً مذكر وقد يؤنث، مشتق من الحميم وهو الماء الحار، جمعه حمامات. لقد عرف بناء الحمامات العامة لغرض الاستحمام انتشاراً كبيراً قديماً وحديثاً، وكان يعتبر من أهم المرافق العمومية ذات الخدمات الاجتماعية المشتركة لكونها مؤسسات ضرورية تؤدي وظيفة صحية، كما كانت تؤدي في نفس الوقت وظيفة دينية وأخرى ترفيهية.

فكان الحمام في العهد الروماني يمثل مظهراً من مظاهر الحضارة والترف خلال وحداته المختلفة التي اختصت كل واحدة منها بنشاط معين سواء رياضي أو ثقافي أو سياسي أو علمي، وكان من أهم وحداته قاعاته الثلاث المعروفة بالباردة والدافئة والساخنة.

خصائص الحمامات العثمانية:

بمرور الوقت اخذت الحمامات مظهراً إسلامياً وكثر إنشائها في المدن الإسلامية لحاجة مرتبطة بدعوة الإسلام إلى النظافة والتطهر، ولعدم قدرة عامة الناس على بناء حمام داخل منازلهم، كما استخدمت أيضاً بقصد تحقيق الربح.

وأما فيما يخص أصل الحمام الإسلامي فمنهم من يرى أن تكوينه مستوحى من الحمام اليوناني القديم، بينما يرى آخر انه مشتق من الحمامات الرومانية أو البيزنطية، ومهما يكن من أمر فإن الحمامات الإسلامية حتى وإن كانت استوحت تقسيماتها وشكلها المعماري من الحمامات السابقة، إلا أن هذا لا يمنع من القول أن التركيب المعماري للحمام الإسلامي جاء وفق ما تقتضيه الشريعة ويقر الدين خاصة ما يتعلق منها بطهارة الماء وتحقيق المنفعة العامة للناس.

وابتداء من القرن التاسع الهجري أصبح الحمام العثماني النموذج المحتذى حاملاً معه ذلك النموذج البيزنطي القائم على القاعات المذكورة سابقاً، وهي (الباردة والساخنة والدافئة)، وهذا ما نلاحظه على الحمام الذي نحن بصدد التطرق لدراسته والإشارة إليه، حيث إن هذا الحمام هو الوحيد الذي بقي محافظاً على هيكله المعماري رغم التغييرات التي لحقت به أثناء الاحتلال الفرنسي.

وأما في الفترة الحديثة فقد أصبح الحمام الجزائري ينحصر في قاعة واحدة للاستحمام تضم عدة عيون وأحواض صغيرة، وأن كانت باقي القاعات موجودة، لكن دورها يقتصر على الاستراحة بعد الخروج من الحمام. وقد تعددت الحمامات العثمانية وانتشرت في أغلب المناطق العثمانية، حيث بقيت على تطور على مر السنين.


شارك المقالة: