الزخارف الخشبية في المساجد العثمانية الليبية

اقرأ في هذا المقال


ظهرت زخارف الزخرفة الخشبية المحفورة والمدهونة والمنقوشة في معمار المسجد الليبي، وكذلك المعمار المدني بشكل أكثر انتشاراً في نهاية القرن السابع عشر، حيث زخرفت أطر الأبواب الخشبية بزخارف محفورة وخاصة أبواب جامع محمد شائب العين، وبالذات باب المدخل المطل على شارع سوق الترك وذلك الباب المحفوظ حالياً في المتحف الإسلامي بطرابلس، والذي كان أحد أبواب جامع شائب العين والبابان متشابهان إلى درجة كبيرة وقمة الإبداع الزخرفي بكل معنى الكلمة.

يتكون الباب الذي ما زال في مكانه في الجامع من ضلفتين، حيث قُسمت كل واحدة منهما إلى ثلاثة قطاعات أسفلها مربع تتوسطه زهرة عباد الشمس على خلفية مورقة الأوسط تزخرفه ثلاث أشجار سرو رشيقة على خلفية ذات توريق ملتو مع أزهار، وصمم القطاع الثالث على هيئة أشبه بربع دائرة ليتوافق مع فتحة العقد ويتوسطه هلال على خلفية ذات وردات صغيرة متعددة كل منها لها خمس بتلات.

الأطر المتدرجة في البروز عن سطح الباب التي تحدد هذه القطاعات الستة زخرفة بوريدات صغيرة، والزخرفة في أجزاء الباب هي زخرفة بارزة بروزاً خفيفاً، كما هو الحال في صدغي المدخل الرخامي نفسه.

خصائص الزخارف الخشبية في المساجد العثمانية الليبية:

أما الباب الخشبي المحفوظ في المتحف الإسلامي (حالياً في متاحف القلعة) بطرابلس له تصميم مماثل للباب السابق، ينحصر الفرق بين الاثنين في أن القطاع الأوسط في كل ضلفة تشغله شجرة سرو واحدة، محاطة بتوريقين ملتفين بأوراق وزهور وتباين آخر بين البابين هو أن زخارف الباب المعروض في المتحف، وله زخارف منفذة بالنحت الأكثر بروزاً من زخارف الباب الثابت في مكانه.

أما بقية أبواب جامع شائب العين الباقية فهي خالية من الزخرفة، عدا الأطر التي تحيط بالقطاعات المكونة للباب الذي يوجد في المدخل، المؤدي إلى الشرفات المعلقة على مستوى الدور الأول فهي ذات زخارف بسيطة والقطاعان العلويان بهما زخرفة بسيطة عبارة عن مربعين متداخلين مع بعضهما.

دكة المبلغ في هذا الجامع بها زخارف في غاية الأهمية، السطح الأسفل منها به زخرفة مرسومة بألوان زاهية مختلفة، وطراز هذه الرسوم يبين تأثير فن التصوير المعروف في نهاية عصر الباروك وبداية عصر الركوكو.


شارك المقالة: