تُعد الزخارف القاشانية أبدع ما وصل إليه الإيرانيون في تزيين المباني، حيث لا يمكننا تخيل المباني الإيرانية من غير لوحات وزخارف القاشاني التي تعطيها طابعاً خاصاً.
ميزات الزخارف القاشانية الإيرانية:
تعد القوالب المصنوعة من الخزف الأزرق الموجودة في المسجد الجامع بمدينة قزيون، والذي يرجع إلى القرن السادس الهجري من أجمل ما وجد من التغطية القاشانية في العصر الإسلامي، ومن ثم ازدهرت هذه القوالب ونرى ذلك في قبر مؤمنة خاتون بمدينة نخجوان والذي بني في عام 1186 ميلادي.
وقد تنوع الإيرانيون في زخرفة الجدران منها القطع الصليبية والنجوم البسيطة ذات اللون الواحد أو اللونين، كما يغلب على هذه الزخرفة اللون الأزرق الفيروزي الفاتح أو اللازوردي الغامق، كما استعملوا الأشكال الحيوانية والآدمية والنباتية.
أما في القرن الخامس الهجري فقد استخدم التربيعات المصنوعة من الخزف والتي تتميز ببريقها المعدني اللامع، تم استخدام هذه الزخرفة في بداية الأمر في المباني العضيمة وذات الشأن، ولكن مع بداية القرن السادس الهجري نمت صناعة هذه الزخارف وصارت المدينة تصدر هذه الزخارف إلى البلاد المجاورة، بقيت هذه الصناعة مزدهرة حتى منتصف القرن الثامن الهجري، وكانت أساس هذه الصناعة ومركزها في مدينة قاشان.
الفسيفساء الخزفية:
أما في القرن السادس عشر فقد أبدع السلاجقة في صناعة وإتقان الفسيفساء الخزفية، وفي القرن الثامن الهجري قام الصناع في تصغير الأجزاء المكونة منها الفسيفساء، كما ألفوا منها الموضوعات الهندسية والنباتية، وتحتاج الفسيفساء الخزفية أموال أقل من التربيعات المصنوعة من الخزف اللامع؛ وذلك لأن التربيعات الخزفية كانت ترجع إلى الفرن بعد رسم الزخارف عليها.
وقد ازدهرت صناعة الفسيفساء الخزفية في القرن التاسع والقرن العاشر الهجري، وكانت أصفهان وتبريز وقاشان مركز هذه التجارة، بعد ذلك وجد الخزفيون في أصفهان طريقة أخرى تغنيهم عن الفسيفساء الخزفية والتي تحتاج إلى عناء وأموال أقل وتسمّى طريقة (هفت رنجي) وتعني اللألوان السبعة، حيث قاموا بجمع سبع ألوان في كل تربيعة والتي تبلغ مساحتها واحد قدم، ولم يحتاجوا أن يستخدموا الزخارف التي على أشكال أوراق نباتية أو أشكال هندسية، حيث استخدموا الألوان في المساحات الصغيرة.
وتعد النماذج الموجوة في مدرسة شاه رخ بمدينة خرجرد من أقدم النماذج على هذه الصناعة، وهي ترجع إلى القرن التاسع الهجري، حيث ازدهرت صناعة السبع ألوان في عصر الشاه عباس.