الطراز الأخير من المساجد العثمانية التلقيدية في أوروبا

اقرأ في هذا المقال


يعد هذا الطراز النمط الأخير والنموذج الأمثل في التخيطيط المركزي في العمارة الإسلامية عامة والعثمانية خاصة، ومن أشهر وأبدع أمثلته كل من مسجد شاهزاده الذي بني في الفترة 951-955 هجري، ومسجد السلمان أحمد الأول الذي بني في الفترة 1018-1027 هجري المعروف بالجامع الأزرق، كذلك مسجد الوالدة الجديد الذي بني على مرحليتين الأولى، ومسجد السطان الفاتح.
ويشتمل النموذج الأمثل للتخطيط المركزي على قبة وسطى مركزية تحيط بها أربعة أنصاف قباب فضلاً عن أربعة قباب صغيرة في الأركان بواقع قبة بكل ركن، ويتقدم جميع مساجد ذلك النمط حرم.

عمارة الطراز الأخير من المساجد العثمانية في أوروبا:

يعد مسجد شاهزداه مرحلة التطور المهمة الأولى في حياة قوجه معمار سنان المعمارية وقطر قبته المركزية 19 متر وارتفاعها 37 متر، والمسافة العمودية بين كل داعمة تليها 16.52 متر، كما زيد في امتداد أنصاف القباب الأربعة بإضافة حنية ركنية على جانبي كل نصف قبة، ويتم هنا لاول مرة في إستطنبول إقامة نصف القبة بإسلوب معماري مختلف تماماً عن نصف القبة في كنيسة آيا صوفيا الشهيرة، ومن التجديدات الأساسية هنا في تصميم أنصاف القباب أنها أقل قليلاً من نصف قبة كاملة، كما أن الدعائم أكثر رقة بفضل التضليعات التي عملت بها وأعطتها هيئة أنابيب الأرغن.
كذلك اكتفى سنان بتغطية رؤوس دعائم القبة الأربعة ومن الخارج بقباب مضلعة على هيئة أبراج أكسبت المسجد مظهراً أكثر قوة، بدلاً من تلك الأبراج العديدة الصغيرة التي تدور حول القبة من الخارج كما هو الحال في مسجد السلطان بايزيد في إسطنبول.
ومسجد السلطان أحمد ضمن مجمع يعد أضخم المجعات المعمارية التي أقيمت بعد وفاة المعمار سنان، وذلك على يد المعمار الصداف محمد آغا، والمسجد يعد من أرحب لمساجد السلطانية كما أنه أكثرها مآذن، إذ يحتوي على ستة مآذن وقطر القبة المركزية 23.50 متر وارتفاعها 43 متر، وقد تكررت هنا الأفكار التي ابتدعها معمار سنان بروح جديدة للغاية، فقد أضفى شيوع استخدام أنصاف القباب على داخل المسجد إحساساً بالإنطلاق والإنسيابية، كما يكشف خارج المسجد عن تحولات جديدة تماماً ي عمل النوافذ وفي هيئة عقودها وفي نسبها وأبعادها.


شارك المقالة: