ما لا تعرفه عن العقود المدائنية:
ظهرت إلى جانب أنواع مناطق الانتقال عدة أنواع قدر لبعضها الذيوع والانتشار، ولعل أبرز وأشهر تلك الأنواع العقود المدائنية، حيث تتكون منطقة الانتقال إما من أربعة عقود مدببة بواقع عقد بكل ركن من الاركان الأربعة العليا لمربع القبة، ويحوي كل عقد منها بداخله عقد مدائني، ومن أمثلة ذلك منطقة انتقال كل من قبة الشعراني وقبة الخواص.
وقد استخدم هذا النموذج أيضاً في بعض مناطق انتقال القباب في الجوامع المشيدة وفق الطراز العثماني، ومن أمثلتها منطقة انتقال كل من قبة جامع سنان باشا ببولاق 979 هجري وقبة جامع محمد بك أبو الذهب، إلا أنه يلاحظ في النموذجين السابقين أن العقود المدببة تنحصر فيما بينها مثلثات مقلوبة (قمتها لأسفل وقاعدتها لأعلى)، إلا أنها خالية من حطات المقرنصات، ونجد أن الأمثلة الباقية لهذا النوع من مناطق الانتقال تقصر فقط على العقد المدائني دون العقد المدبب، ومن أمثلة ذلك كل من قبة عمر أغا بشارع باب الوزير وقبة عبد الرحمن كتخدا الملحقة بالجامع الأزهر وقبة ابيومي وقبة الشيخ الحنفي.
خصائص العقود المدائنية في العمارة العثمانية:
ويلاحظ في بعض النماذج السابقة أنه توجد في كوشات العقود المدائنية حطات صغيرة من الحنايا المسطحة المعقودة، ويختلف عدد هذه الحطات من قبة لأخرى، ففي منطقة انتقال قبة عمر أغا توجد حطتين بكل كوشة، الحطة الأولى من حنية واحدة والثانية من حنيتين ويوجد أسفل هذه الحطات ذيل هابط، أما في منطقة انتقال قبة البيومي فتوجد بكل كوشة حطة حنية واحدة.
ويُعد هذا النوع من مناطق انتقال القباب استمرراً لما كان متبعاً في مناطق انتقال بعض القباب في أواخر القرن 9 هجري، ومن أمثلتها مناطق انتقال قباب الأمير يشبك من مهدي وهي القبة الموجودة عند مدخل حدائق قصر القبة، وقبة معبد الرفاعي التي جددها الأمير يشبك من مهدي وأعاد بنائها في عام 883 هجري، حيث استخدم هذا النوع أيضاً في منطقة انتقال قبة زواية الدمرادش بالعباسية أواخر القرن 9 هجري، ومن الملاحظ أن منطقة انتقال هذه الأخيرة تقتصر فقط على العقد المدائني (الثلاي الفصوص)، دون العقد المدبب الموجود في مناطق انتقال القباب الثلاث السابقة.
هذا ولم يقتصر هذا النوع على مناطق انتقال قباب القاهرة فحسب، بل نراه أيضاً في بعض قباب المدن والقرى المصرية الأخرى، ولكن مع الاختلاف في بعض التفاصيل.