سمات العمائر الدينية في أوروبا العثمانية:
تحتل العمائر الدينية المكانة الأولى والمقام الأسمى بين أنواع العمائر الإسلامية الأخرى، ويرجع ذلك بطبيعة الحال إلى العاطفة الدينية والرغبة في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، حيث كانت تلك الأسباب وراء إنشاء الكثير من تلك العمائر وعلى رأسها المساجد (مساجد الصلوات الخمس أو مساجد الخمس) والجوامع، والتي كان في كثير من الأحيان النواة الرئيسية التي تشكلت حولها المدن الإسلامية في البلاد العربية المفتوحة، سواء كانت مدن قديمة (آخائذ) أو مدن مستحدثة، وهو الوضع الذي تحقق عقب الفتوحات الإسلامية في مختلف العصور التاريخية.
ولم تشذ المدن الأروبية عن تلك القاعدة عقب الفتوحات العثمانية في الرومي في العديد من المدن، كما أن الأمر لم يكن يخلو في بادئ الأمر، ولا سيما في تحويل بعض الكنائس المدينة إلى مساجد أو جوامع، كما حدث في بورصة وأزنيق وأدرنة والقسطنطينية وبعض المدن الواقعة ضمن نطاق الحدود السياسية لدول البلقان خارج تركيا، مثل بلغاريا واليونان وقبرص ألبانيا، كذلك لا يفتنا الإشارة إلى أن نفس الأمر قد حدث مع بعض المساجد والجوامع، فتحولت هي الأخرى إلى كنائس خلال مرحلة التقلص والانحسار.
خصائص العمائر الدينية العثمانية في أوروبا:
ومن العمائر الدينية الأخرى التي أقيمت بكثرة في أوروبا العثمانية المدارس والتكايا، وإن نظرة فاحصة لما تضمنته من مظاهر النشاط العمراني من قبل تكفي للبرهنة على ما كانت تحفل به مدن أوروبا العثمانية من نشاط ديني وتعليمي ضخم، كانت له آثاره الكبيرة الواضحة والمهمة في التطور الاجتماعي والثقافي.
هذا وما تزال العديد من مدن أوروبا العثمانية تحتفظ بعدد من العمائر الدينية، وتتركز النسبة الكبيرة من ذلك العدد في مدن الجزء الأوروبي من تركيا (تراقيا الغربية)، ولا سيما أدرنة وإسطنبول، أما البقية فتراها منتشرة وموزعة في العديد من المدن الأوربية الأخرى في بلغاريا واليونان وقبرص وكريت ورودس وألبانيا ويوغوسلافيا السابقة، كما أنه يمكن إضافة العديد من النماذج المندرسة حالياً إلى قائمة تلك العمائر اعتماداً على مشاهدات الرحالية ولوحاتهم والدراسات التي أجريت عنها قبل اندراسها.
كما تعد المساجد من الطرز العمائر الدينية التي كانت منتشرة في المدن الأوروبية والتي تعود إلى العصر العثماني، الذي كان يتميز بالمساجد الرائعة.