العمائر المدينة العثمانية في أوروبا

اقرأ في هذا المقال


المنشآت الخيرية العثمانية في أوروبا:

ويقصد بها تلك الأبينة التي أُنشئت رغبة في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى وأملاً في كسب ثواب الآخرة، ومن ثم أوقفها أصحابها سبيلاً لله تعالى، وهذا يعني أن تلك الأبينة كانت لا تدر دخلاً للواقف يتصرف منه كيفما يشاء، ومن هذه الأبنية االتي عرفتها العمارة الإسلامية عامة الأسبلة وأحواض السبيل ومكاتب السبيل وخانات السبيل وطواحين السبيل ومغاسل الموتى ومصليات الجنائز.
وقد استمرت الأبنية خلال العصر العثماني مع استحداث أبنية أخرى غير مسبوقة، وهي التي أطلق عليها اصلطلاحاً اسم عمارات، وتعني المطاعم الخيرية، ويحلو للبعض أن يطلق عليها اسم دار المرق، ومهما يكن من أمر فقد نهضت هذه المنشآت الخيرية بدور بارز جليل الشان في خدمة المجتمعات الإسلامية على مر العصور ومر الدهور حتى الربع الأول من القرن الرابع هجري.

الأسبلة العثمانية في أوروبا:

تُعد من أشهر أنواع المنشآت الخيرية التي عرفتها العمارة الإسلامية عامة والعثمانية خاصة، وكان الغرض منها توفير المياه العذبة الصالحة للشرب كل يوم وعلى مدار العام كله كي ينتفع بها سقي الناس، وقد أوقفت من قبل منشئيها سيبلاً لله تعالى، لذلك عُرفت باسم الأسبلة، ولم تقتصر تلك التسيمة على المبنى وإنما عُرف بها الماء أيضاً.
ومما له دلالته في هذا الصدد أن أسبلة الماء تُعد المنشاة الخيرية الوحيدة التي علقت تسميتها في أذهان الناس خاصتهم وعامتهم اليوم، أما ما عداها من منشآتٍ خيرية فلم يعد الناس يذكرونها سوى باسمها المجرد المرتبط بوظيفتها فحسب ولا يذكرونها بدلالتها الخيرية، التي تُعرف بها طيلة العصور الوسطى ومطلع العصر الحديث، مثل المكتب أو الكتاب بدلاً من السبيل أو كتاب السبيل (وفي العصر العثماني كان يغرف بمكتب أو مكاتب الصبيات) والطاحونة بدلاً من طاحون السبيل، وحوض الدواب أو الحوض بدلاً من حوض السبيل والخان بدلاً من خان السبيل وغير ذلك.
عدا عن طرز الأسبلة العثمانية في أوروبا العثمانية، فنستطيع أن نحصر المعروف منها لدينا حتى الآن في ثلاثة طرز وهي: طراز الجشمة وطراز الأسبلة القديمة والطراز الجامع بين القطرين، حيث يُعد طراز الجشمة من أبسط أنواع الأسبلة عامة والعثمانية خاصة، وهو يكون في جوهره من دخلة أو حنية مغلقة.


شارك المقالة: