وصف العمائر السلجوقية:
يعتبر الفن السلجوقي استمرار للفن العباسي، خاصة بعد استقرار السلاجقة في بغداد 447 هجري وحمل زعيمهم أرطغرل لقب السلطان، والسلاجقة جنس تركي محارب، وقد حملو معهم فنونهم البدوية، كما اهتموا بالفنون الحضرية وحموا أهل الحرف والصناعات في بلادهم، مما جعل عهدهم من أزهى عصور الفنون الإسلامية.
ففي العمارة بالغ السلاجقة في استخدام الأواوين التي شاعت في المساجد والمدارس والأضرحة والقلاع والبيوت، كما اهتموا بالواجهات الفخمة والبوابات والمآذن العالية والقباب المرتفعة، كما ظهرت القباب الكبيرة في العصر الأيوبي، والمقرنصات متعددة الحطات في أركانها، كما كانت التحصينات الحربية الأيوبية من أهم سمات ذلك العصر بما اشتملت عليه من أبواب وأبراج، حيث زودت أسوار مصر وقلعتها بنوع يسمى الباشورة وهو الباب المنكسر، والذي رأيناه من قبل في بغداد، حيث يظهر العدو لاجتياز الباب بين برجين مزدوجين بفتحات يضرب منها السهام في جوانبه المكشوفة بغير درع، وذلك بعد أن يهاجم في خط منكسر.
كما استعمل صلاح الدين السقاطة وهي الشرفة الحجرية البارزة والمزودة بفتحات رفيعة يرمي منها الجند سهامهم على العدو من الأمام والجوانب، كما أثبت كرزويل أن نظام المدارس ذات الإيوانات هو مصري محلي الأصلي.
ميزات العمارة السلجوقية:
استمر ازدهار الزخارف الجصية وأشغال النجارة، كما ظهرت الكتابة النسخية إلى جانب الخط الكوفي، كما كان للسلاجقة مستحدثاتهم في مجال الفنون الصغرى كالنحت والحفر على الخشب، حيث طوروا المنبر واستكملوا عناصره، كما كان لهم أثرهم في نشر فن التصوير (الأيقوني) الصوري بسبب قربهم من الصين، حيث موطنهم الأصلي وحيث الاهتمام برسم الكائنات الحية من إنسان وحيوان ثم طوروه إلى فن إسلامي أصيل، وهو فن المنمنمات (الصور الدقيقة) عبر التجريد والبعد عن التجسيد، وهو الفن الذي سيصل أرقى حالاته في العصر العثماني.
كما اهتم السلاجقة بفخامة المباني واعتنوا بواجهاتها فأثروها بالتجميل معماريا وبالتحلية زخرفياً، وكان الحفر العميق والنقش هو المحبب إليهم، كما اهتموا بإنشاء المدارس بل تكاد تكون مدارسهم هي الأولى من نوعها لنشر المذهب السني كالنظامية التي ابتكر نظامها وزيرهم نظام الملك السلجوقي (عبد الحميد).