وصف الفناء أو الحوش في عمارة بلاد الشام:
إن أهم عنصر في البيت الإسلامي هو الفناء الداخلي والذي تمارس فيه الأسرة الكثير من أنشطتها، وخصوصاً أن من بينهم المرأة تحتاج إلى أعلى درجات الخصوصية، بالنسبة لعنصر الماء فقد استخدمت النافورة وصممت لكي تعمل بطريقتين؛ إما بالكهرباء أو بالميول الطبيعية للموقع، ففي الطريقة الأولى الكهربائية يتحرك الماء في حدود النافورة وعلى هيئة الشمسية، وبالتالي يعطي أكبر مساحة ممكنة للتبخير، مما يساهم في تلطيف الجو الداخلي.
أما في الطريقة الثانية الطبيعية وبعدما تمتلئ النافورة بالماء فإن هناك ثلاثة اختيارات لتحريك الماء وهي:
- ترك الماء الفائض بعد ملئ النافورة ينساب في السلسبيل الذي يجري في محيط الفناء حتى يملئه، ثم ينساب الفائض نحو الحوض الخارجي للمنزل لري النباتات على المستوى العلوي أو السفلي للحديقة الخارجية.
- ترك الماء الفائض بعد ملئ النافورة ينساب إلى الحوش مباشرة وبدون المرور بالسلسبيل.
- ترك الماء الموجود بالنافورة أو السلسبيل ينساب إلى الحوش لعملية الري وبالتالي يمكن تنظيف وغسيل النافورة.
كما يتم التحكم في حركة الماء المذكورة بواسطة مجموعة من المحابس المائية على مستويات مختلفة ومحددة، بحيث يتم تنفيذها بواسطة سباك محلي، وبهذه الطريقة تصبح عملية ري المزروعات عملية ممتعة، يرى الإنسان ويسمع أثناء صوت انسياب الماء إلى النافورة ثم إلى السلسبيل، وفي نفس الوقت تتم عملية تبريد الجو الداخلي من خلال تبخير الماء في هذه المرحلة الطويلة، وهكذا نكون قد جمعنا بين المنظر الجميل والوظيفة.
سمات الفناء الداخلي في عمارة بلاد الشام:
كما أن هناك مساحة مخصصة للزراعة تحيط بالنافورة من ثلاث جوانب، ويمكن الاستفادة منها في زراعة بعض النباتات ذات الرائحة، مثل الورد والفل وملكة الليل والريحان، كما يمكن زراعة الياسمين المتسلق لكي يملاً مساحة الحائط التشكيلي الحر خلف النافورة، والذي صمم بهذه الطريقة لكي يحرر ويؤكد عنصر الخضرة والماء بطريقة قوية، وتكتمل بذلك عناصر الجمال المنعش ألا وهي الخضرة والماء والمنظر الحسن.
ولقد تركت مساحة كافية للجلوس ولعب الأطفال في وسط الفناء، والذي يمكن الدخول إليه من غرفة المعيشة، كما يمكن الخروج من باب آخر في الفناء إلى الحوش، هذه العملية التصميمة وإن كانت بيسيطة إلا أن مردودها العلمي كبير جداً وتحقق فلسفة التصميم.