تعد القباب من أعظم الابتكارات المعمارية التي أسهمت بدور بارز خطير الشأن في تطور نظم العمارة بصفة عامة، وترجع أصول هذا الابتكار إلى ما قبل العصر الإسلامية بقرون عديدة.
وقد تطورت القباب في العمارة الإسلامية تطوراً عظيماً لم تشهده من قبل سواء من حيث مناطق انتقالها من الداخل والخارج، أو من من حيث قطاعها وتناسب تكوينها المعماري أو من حيث مايسكوها من زخارف غاية في الدقة والأبداع، أو من حيث استخدامها العديدة في العمائر الدينية والجنائزية والمدينة والحربية أو من حيث أشكالها الجديدة المتبكرة التي ابتدعها المعمار المسلم وكان لها أثر كبير في تطور العمارة الأوروبية.
خصائص القباب في العمارة العثمانية:
اتخذت القباب في كل قطر من أقطار العالم الإسلامي طابعاً خاصاً بها، وليس هناك شك في أن القبة في العمارة المصرية الإسلامية تعد من الخصائص البارزة التي ينفرد بها الطراز المصري، وتميزه عن طرز العمارة في الأقطار الإسلامية الاخرى.
وقد عرفت القبة في مصر الإسلامية، كما يستدل من الإشارات الكثيرة المتناثرة في المصادر التاريخية، منذ وقت مبكر إلا ان أقدم أمثلتها الباقية ترجع إلى عصر الولاه، كما هو الحال في بعض القباب الباقية بجبانة أسوان التي يرجح أنها ترجع إلى هذه الفترة أو بعدها بقليل، ومنذ أواخر القرن 5 هجري وحتى أوائل قرن 10 هجري، انتشرت القباب انتشاراً كبيراً وخاصة القباب المقامة عل المدافن سواء كانت مستقلة أم ملحقة بغيرها من العمائر الدينية.
كما تحتفظ مدينة القاهرة بالعديد من هذه القباب وهو الأمر الذي جعلها جديرة بأن تسمى علاوة على تسميتها بمدينة المآذن أو مدينة الألف مئذنة بمدينة القباب، وفي العصر العثماني انتشر استخدام القباب المقامة على المدافن أيضاً سواء كانت مستقلة أم ملحقة بغيرها من العمائر الدينية والمدنية على حد سواء.
وقد بنيت غالبية هذه القباب وفق الطراز المصري سواء من حيث مادة بنائها -الأجر أو الحجر- أو من حيث مناطق انتقالها التي تنوعت مقرنصاتها من الداخل وتعددت نواصيها من الخارج أو من حيث الزخارف التي تكسو بعضها سواء من الداخل أو من الخارج أو من حيث نسبها المعمارية وهيئة قطاعها الذي لم يخرج عن الشكل الذي كان سائد قبل العصر العثماني إلا نادراً.