وصف المدارس العثمانية في أوروبا:
إن المدرسة من حيث أنها كيان معماري تعد طرازاً مستحدثاً بعد المسجد في العمارة الإسلامية، حيث أنه كان يُعرف قبل القرن 4 هجري/ 10 ميلادي، ثم لم يلبث أن انتشر في أقطار العالم الإسلامي مشرقه ومغربه، واتخذ في كل قطر منها طابعاً معمارياً خاصاً به.
ومما لا شك به أن إنشاء المدارس كانت بداية عهد جديد في تطوير العمارة الدينية الإسلامية من جهة، وفي ازدهار الحركة العلمية في الأقطار الإسلامية من جهة ثانية، وعلى الرغم من كثرة ما أقيم من المدراس العثمانية فإن ما بقى منها وبصفة خاصة خارج تركيا الأوروبية يعد قليلاً جداً بل نادراً.
وبصفة عامة فإن تخطيط هذه المدارس لا يختلف كثيراً عن مثيله في البيمارخانات (البيمارستانات او المستشفيات) والتكايا، وبعض هذه المدارس كان لتدريس العلوم الدينية (القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وما يتصل بهما) وبعضها كان لدراسة الطب.
الطراز الأول من المدراس العثمانية في أوروبا:
وهو يعد الطراز التلقليدي الذي صممت على أساسه المدراس العثمانية مستقلة كانت أم ضمن وحدات المجمعات المعمارية، وجوهر هذا الطراز عبارة عن صحن أوسط مكشوف يتوسطه شاذروان وتحيط بهذا الصحن أربعة أروقة غالباً بواقع رواق بكل جانب تعلوه القباب الصغيرة المتساوية مثل مدرية بايزيد الثاني ضمن مجمعه في أدرنة، كذلك مدرسة الطب بمجمع الفاتح في إسطنبول ومدرسة مجمع خاصكي حرم سلطان بإسطنبول ومجمع شاهزاده في إسطنبول ومدرسة الطب السليمانية ومدرسة مجمع السليمية ودار القراء.
وفي بعض المدراس تحيط بالصحن ثلاثة أروقة فقط، ومنها المدارس الثمان مجمع الفاتح في إسطنبول والمدارس الأربع بمجمع السليمانية، وتشغل الأضلاع الداخيلة لهذه الأروقة حجرات الطلبة، وقد تمتد هذه الحجرات خلف رواقين فقط كما هو الحال في كل من مدرسة مجمع السليمانية ودار القراء بنفس المجمع في أدرنة أو خلف رواقين، وعلى جانبي قاعة الدارسة كما هو الحال في مدرسة بايزيد الثاني ضمن مجمعه بأدرنة ومدرسة الطب بمجمع الفاتح ومدرسة مجمع خاصكي حرم سلطان.
وهذه الحجرات كلها عبارة عن حجرات مربعة تعلوها قباب صغيرة متساوية غالباً وأحياناً أقبية، أما قاعة الدراسة فلا تخرج هي الأخرى عن حجرة مربعة تعلوها قبة أكبر من قباب الأروقة وحجرات الطلبة.