تصميم المدفن في عمارة المغرب العربي:
استمدت القبة صورتها الأولى من المباني المقامة على القبور، فالقبة التونسية قد تأثرت في رقبتها المثمنة بالمباني التذكارية، أما في الجزائر فقد تم التزاوج بين القبة على المباني الدائرية والمباني المستطيلة، بالإضافة إلى التأثر الفطري بالعمارة الإفريقية، كما تأثرت بإسبانيا بالإنشاء الخشبي للأسقف الهرمية، أما في أعالي الجزائر تميزت القبة بالشكل البيضاوي المقامة على مسقط يتناقص تدريجياً في الأتجاه الرأسي.
أمثلة المدافن في عمارة المغرب العربي:
ترجع بعض القباب المقامة على القبور في القيروان إلى زمن إنشاء القباب بالجامع الكبير بها، وذلك في عام 862 ميلادي، وإلى نفس المجموعة من الناحية الفنية يمكن وضع قبة سيدي المزري بالمنستير، والتي ترجع إلى القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي.
وفي الجزاء بالقرب من تلمسان توجد بعض القباب التي ترجع إلى عصر بني مرين قبل عام 1195 ميلادي، وهي مبنية بالطوب ومحمولة على عقود بشكل حذوة فرس ترتكز على أربعة دعائم، أما منطقة الانتقال فقد وضع بها مثلثات ذات القطاع بشكل حنية.
وفي المدافن القديمة المعروفة باسم سيدي يعقوب خارج تلمسان يوجد المدفن المعروف باسم مدفن سلطانة، والقبة لها طبلة مثمنة يرجع إلى أوائل القرن السابع الهجري/ الثالث عششر الميلادي، أما مقابر بني مرين التي وجدت في الفترة 1195 – 1470 ميلادي في القلة بالقرب من فاس، دفن بها أربعة من خلفاء أبي الحسن علي، أحد مدافن الخلفاء له طبلة مربعة لها ثلاثة عقود على شكل حذوة فرس في ثلاث جهات، وجميع هذه المدافن مفتوحة أي محمولة على دعائم تحمل أعلاها عقود.
أما المدافن ذات المسقط المغلق فهي الشائعة في عمارة المغرب العربي، ولها باب واحد مع وجود قوصرة معقودة بكل جهة من الحوائط المتبقية (Blind Niches)، وعلى سبيل المثال قبة سيدي بو مدين في تلمسان والتي ترجع إلى القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، وقد قسم سطح القبة إلى أثني عشر سطحاً عن طريق جدائل ملونة، كما استعمل في تشكيل الأسطح الداخلية للقبة الحنايا والأسفال المزينة بالزخارف الجصية الملونة، ونرى مثال لها في قبة سيدي إبراهيم في تلسمان والتي ترجع إلى الفترة ما بين عامي 1352 – 1386 ميلادي.