تخطيط المطاعم الخيرية العثمانية في أوروبا:
لا يختلف تخطيط هذه المطاعم الخيرية عن طراز المسجد الإيواني على هيئة حرف (T)، وليس أدل على ذلك من أن بعض المطاعم قد أصبحت مساجد، ولذلك يكفي أن نشير هنا إلى بعض نماذجها الباقية في أوروبا العثمانية، ومنها عمارة غازي أورنوس في كوموتيني في اليونان وعمارة ميخال أوغلو محمد بك في اهتمان ببلغاريا وعمارة إسحاق باشا المعروفة بالألاجا، عمارة سالونيك باليونان، وقد أصبح مسجداً مثلها في ذلك عمارة شهاب الدين باشا في قيلبه ببلغاريا وعمارة إسحاق بك المعروفة بالألاجا في أسكوب.
ويعتقد كسل أن عمارة أورنوس في كوموتيني من أهم العمائر العثمانية في القرن 8 هجري، بل إنها تتفوق على تلك العمائر كلها وتبرز جميعاً لقيمتها المعمارية البالغة حد الروعة لكل من يصدى لدراسة العمارة العثمانية المبكرة، ولذلك فهي تستحق منا قدراً أفضل.
ومن الملاحظ أن الإيوان البارز في كل من عمارة أورونس وعمارة ميخال أوغلو يغطيه قبو برميلي، وليس قبة كما هو الحال في العديد من نماذج ذلك الطراز من المساجد والمطاعم الخيرية على السواء، أما الحجرتان الجانبيتان فيغطي كل حجرة منهما قبة، كذلك يتقدم المطعم رواق خارجي (سقيفة) تعلوه خمسة أقبية برميلية في عمارة أورونس كما رجح كيل، بينما تعلوه قبة في الوسط وأربعة أقبية متقاطعة على جانبيها في عمارة ميخال أوغلو.
خصائص المطاعم الخيرية في أوروبا:
أما عن مصطلح الآجا الذي وصفت به المطاعم والمساجد فترجع أصول التسمية إلى أن المآذن التي أقيمت بجانبها تكون مشحونة بالزخارف ذات الألوان المتعددة، وأحياناً تكون على هيئة مربعات شطرنج، وأمثلة المآذن الباقية في العمارة العثمانية تُعد قليلة بل نادرة، ومنها نموذج واحد باليونان وهو مسجد جبلي سنان بك، وكل من مئذنتي مسجد قاضي عسكر ومسجد حاجى زاده في إسطنبول، ويضيف كيل أن هذه الطريقة انتشرت بكثرة في تركسان وشمال فارس، ومنها انتقلت إلى أنحاء عديدة.
وكل ما يمكن أن نضيفه في هذا المقام أن الآلاجا هي أيضاً نوع من القماش المنسوج من الحرير والقطن معاً، وقد ظهر مرة في العصر العثماني وكانت زخرفته غالباً على هيئة أشرطة رفيعة ذات ألوان متعددة.