تصميم المدافن الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


مكونات المدفن:

تتكون المدافن من أربعة تكوينات معمارية متطابقة، لكل منها تطورها الذي سارت فيه إلى أن بلغت حد النضوج والرقي المعماري الزخرفي في عصر سلاطين المماليك، وهذه التكوينات عبارة عن فساقي الدفن المبنية في تخوم الأرض، يليها فوق سطح الأرض مربع يحدد مساحة القبة، يلي ذلك منطقة الانتقال التي تطورت مقرنصاتها من الداخل وتنوعت أشكالها من الخارج، يلي ذلك الرقبة المستديرة تعلوها القبة التي غطيت بالزخارف المتنوعة من الداخل والخارج.
ويلاحظ أن التكوينات الثلاثة الأخيرة متتابعة فوق سطح الأرض بشكل لا انفصال فيه بخلاف التكوين الأول الذي ينفصل عنهم جميعاً بغلق فتحات منازل الفساقى بالمجاديل الحجرية، وهذا الانفصال ضروري من الوجهة المعمارية لأن ظاهر سقف تلك الفساقي ما هو إلا أرضية مربع القبة، ولا بد من غلق منافذها وتبليطها أو ترخيمها بقطع الرخام الملون حتى تظهر بالمظهر اللائق بها.
ونضيف على ذلك فنقول أن هذا الانفصال يتمشى مع ما جاء في كتب الفقه والحسبة بشأن أحكام الدفن، فقد اتفقت كلها على توسيع القبر وتعميقه على وجه يحرس الجثة من السباع والطير ويكتم الرائحة من الانتشار.

فساقي الدفن:

على الرغم من تعدد التسميات التي أطلقت على المدافن والقبور الإسلامية، إلا أن لفظ الفسيقة هو الذي شاع إطلاقه على مدافن سلاطين وأمراء المماليك، فقد ورد هذا اللفظ في معظم وثائق الوقف المملوكية، والفسيقة كما يذكر ابن عابدي هي “كبيت مسقوف بالبناء يسع جماعة قياماً”، وقد اتفق الفقهاء على كراهية الدفن في الفساقى لمخالفتها السنة المطهرة.
كما أن تخطيط معظم الفساقي يكون عبارة عن مساحة مستطيلة تبنى في تخوم الأرض أسفل حجرة القبة المربعة ومادة بنائها إما من الحجر الفص النحيت ذي الأحجام المتوسطة وتكحيل المداميك بالمونة، وفي بعض الأحيان تترك من دون تكحيل أو تكون مادة بنائها من الآجر.
ويوجد في الجهة الجنوبية الشرقية من هذه المساحة المستطيلة حنية محراب معقودة؛ وذلك لبيان اتجاه القبلة لوضع المتوفى اتجاهها، وسقف هذه المساحة المستطيلة قبو مدبب أو نصف دائري، ما هو إلا أرضية حجرة القبة المربعة، أما الفسيقة فتفرش بالرمل الناعم المنخول لامتصاص الفضلات ولمنع تسرب أي روائح تنتج عند تحلل الجثة المدفونة، ومن أمثلة ذلك فسيقة طشتمر.


شارك المقالة: