تطور المنازل والقصور العثمانية في أوروبا

اقرأ في هذا المقال


سمات المنازل والقصور العثمانية في أوروبا:

كان للظروف المناخية السائدة والتي كانت تختلف من مدينة لأخرى أثر كبير في تحديد أشكال البيوت وعناصرها، ويُعد النمط ذو القاعدة المركزية آخر مرحلة من مراحل التطور، والتي تلتف حولها الحجرات من جميع جوانبها، وهو يذكرنا بالطراز التقليدي المثالي للقاعات الإسلامية في الدور والمنازل في مصر والشام من العصر المملوكي، والتي تتكون من درقاعة وسطى تحيط بها أربعة أيوانات.
وكان لهذا النمط أثره الكبير في حماية المنازل من الأضرار الناجمة عن الظروف المناخية في بعض المدن، وزود هذا النمط أيضاً بالدخلات الجانبية، سواء فيما بين الحجرات أو في جوانب القاعة، وينطبق ذلك على السلالم طبقاً لحجم القاعة وحدودها الكنتورية، فكان هذا النمط هو الآخر من الأنماط الشائعة والمحببة حتى أواخر القرن 13 هجري، بل ربما حتى أوائل القرن 14 هجري، ولا يعني وجود تلك الأنماط الأربعة عدم وجود نمط واحد يجمع بين عناصر ومفردات مقتبسة من نمطين أو أكثر.

خصائص المنازل والقصور العثمانية في أوروبا:

إن المنازل الباقية بتخطيطها وفرداتها وعناصرها المعمارية والزخرفية تؤكد الجمع بين الطراز العثماني والطابع المحلي في طراز واحد غالباً، بما في ذلك تلك التأثيرات الأوروبية التي هيمنت في أوروبا العثمانية خلال القرنين 12-13 هجري، ومن هذه المنازل والقصور الباقية حسبنا أن نشير إلى منازل موستار وبلاجاي وسراييفو وكوسوفو وقالقاندين وفيلبه وخانيه بجزيرة كريت وبيرات في البانيا ونيقوسا القبرصية وغير ذلك.
وكانت تقام خارج المدن منازل محصنة يطلق عليها اصطلاحاً اسم القلة، حيث كانت تزود ببرج ذي ثلاثة طوابق أحياناً يصعد إليها من خلال سلم متصل بالبرج، ويسقف البرج عادة بسقف من الخشب مخروطي الشكل أو على هيئة هرم ناقص، وبعض تلك المنازل من طابق واحد وبعضها الآخر من طابقين.
وهي تشمل على الفناء الأوسط تصف في جانب واحد منه أو جانبين الحجرات والمنافع والمرافق المختلفة، مثل حجرة التخزين وخزان الماء والمراحيض وغير ذلك، أما البرج أو القلة فكان يقع في ركن المنزل بجوار الحجرات غالباً ومن أشهر نماذجها قلة كيما في بونا، وقلة كوجد محمد في قبرص.


شارك المقالة: