جامع أحمد القرمانلي

اقرأ في هذا المقال


كسيت كوشتا عقد المدخل ببلاطات من القاشاني الملون، ونشاهد ذلك على مداخل هذا الجامع الرخامية والحجرية لبعض الزخارف المنحونة نحتاً خفيفاً، وخاصة على مدخلي بيت الصلاة الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي، وعلى المدخل المؤدي إلى ساحة المراحيض، كما نشاهد عنصر الهلال الزخرفي على المدخل الرئيسي المؤدي إلى الضريح الواقع في الصحن الشمالي الشرقي.

ويبرز مفتاح العقد عن مستوى فتحة العقد في مدخل الضريح والمدخلين اللذين يكتنفان المدخل الرئيسي الواقع عل الجانب الشمالي الغربي من بيت الصلاة، وهذه المداخل كلها من الرخام وبروز مفتاح العقد يعطي التماثل مع بروز وسادتي فتحة العقد في كل منهما.

وهذا التصميم والملمح المعماري الجديد يذكرنا بالمداخل التي تميز العمارة الإيطالية، ويحد شريط جميع هذه المداخل بهذا الجامع 3 سم (تكحيلة) من الخزف، والتي تختلف في اللون من مدخل لآخر، وإضافة إلى ذلك فإن كوشات العقود لهذه المداخل مزخرفة بالفسيفساء الخزفية الملونة والمحدد بنفس الأسلوب الذي أشرنا إليه عن المداخل، وحددت المداخل من ثلاث جهات بأطر من بلاطات القاشاني الملونة النجمية الشكل.

خصائص جامع أحمد القرمانلي:

المدخل الأوسط الذي يقع على محور المحراب له عقد حذوة الفرس، وله صنجات من الرخام الأبيض والأسود بالتبادل، وحددت كوشتا العقد بحليتين بارزتين مظفورتين، كما حدد المدخل ببلاطات من القاشاني الملون.

هذا الترتيب الزخرفي وهو استخدام أطر من الرخام أو الحجر للمداخل والنوافذ، ووضع لوحات خزفية ملونة بين المداخل والنوافذ نراه منعكساً أو متكرراً على جدران بيت الصلاة من الداخل والخارج، ونشاهد مثل هذا الترتيب أيضاً على جدران بيت الصلاة في جامع مصطفى قرجي من الداخل والخارج.

وكما هو متبع غالباً في الجوامع الكبيرة نرى الترتيب المعماري والزخرفي للمداخل منعكساً على منطقة المحراب، ومحراب جامع أحمد القرمانلي له علاقة وطيدة بالتقليد الزخرفي في معمار المسجد التونسي، وكذلك بالمعمار الديني بصفة عامة.

شملت الدراسة التي قام بها سليمان مصطفى الزبيس عن المحاريب في العمارة الإسلامية بالمغرب العربي الإسلامي كثيراً من المحاريب التونسية التي لها نفس الزخرفة، والتصميم الذي عليه محراب جامع القرمانلي، وهذه الدراسة لم تشمل المحاريب في الجوامع الليبية.


شارك المقالة: