تخطيط المساجد على هيئة مربع تعلوه قبة:
يتكون هذا النوع من التخطيط في جوهره من مساحة مربعة تعلوها قبة، ونسطيع أن نحصر نماذج هذا التخطيط في نمطين رئيسيين، وذلك على النحو التالي:
النمط الاول من جامع القبو:
وهو عبارة عن مساحة وسطى مربعة، تحيط بها من الداخل أربع دخلات صغيرة أعمقها، وأهمها الدخلة الجنوبية الشرقية التي تحوي المحراب، وتشرف هذه الدخلات الأربع على المساحة الوسطى المربعة من خلال أربعة عقد مدببة تحصر فيما بينها –أي في كوشاتها- منطقة انتقال القبة التي تغطي المساحة المربعة، وهي عبارة عن أربعة مثلثات كروية.
ويتجلى هذا التخطيط بوضوع في نموذج وحيد باقي، وهو جامع أحمد كتخدا العرب الذي بني عام 1109 هجري، هذا ويلاحظ أنه يتقدم هذا الجامع من الجهة الشمالية الشرقية زيادة من رواق واحد عبارة عن مساحة مستطيلة مسقوفة بسقف خشبي تلاشت أجزاء كثير منه الآن، ويوجد بصدر هذا الرواق محراب صغير، ومن الواضح أن الغرض من هذه الزيادة هو استخدامها في الصلاة في حالة ضيق الجامع بالمصلين لاسيما وأن مساحته الداخلية الصغيرة.
وعند تأصيل هذا التخطيط نجد أنه قد عرف في العمارة العثمانية، ومن أمثلته الباقية جامع أورخات غازي في بيلاجك، ويرجع تاريخه إلى النصف الثاني من القرن 8 هجري، وعلى الرغم من إتفاق كل من هذين الجامعين في التخطيط العام إلا أنه يوجد بينهما اختلاف في بعض التفاصيل والعناصر الأخرى.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا التخطيط قد عرف في مصر في نفس هذه الفترة ومابعدها، ولا سيما في بعض القباب الجنائزية ومن أمثلتها الباقية قبة مدفن الأمير صرغتمش الملحقة بمدرسته، وهي تتكون من مساحة وسطى مربعة تحيط بها من الداخل أربع دخلات معقودة بعقد مدبب يتوسط الدخلة الجنوبية الشرقية منها المحراب.
أما الدخلة الجنوبية الغربية فبصدرها شباك يشرف على الشارع، ويقابله بصدر الدخلة الشمالية الشرقية باب الدخول للقبة من الإيوان الشمالي الغربي للمدرسة، وتؤدي الدخلة الشمالية الغربية إلى رواق بارز عن سمت جدار الواجهة، وتسقف هذا الرواق قباب ضحلة مقامه على مثلثات كروية، ويشرف هذا الرواق على الشارع من خلال ثلاثة شبابيك في الصدر وشباكين في الجانبين بواقع شباك بكل جانب.