أسباب زيادة الوليد بن عبد الملك:
اهتم الوليد بن عبد الملك بعمارة المسجد النبوي الشريف وأولاها من العناية ما جعل الرواة يختلفون في الدوافع التي حدث به إلى التفكير في عمارة المسجد النبوي، حيث اعتقد أن المسجد يضيق بأهله هو السبب الحقيقي لهذه العمارة، خاصة إذا لاحظنا بقاء المسجد دون توسعة أكثر من نصف قرن (29-88 هجري) مع احتفاظ المدينة بمركزها الروحي رغم خسارتها لمركزها السياسي.
إذا كان السبب هو الذي أشرنا إليه، فإنه لا يبدو بوضوح إلا في أيام الجمع والمواسم التي كان الوليد يتتبع أخبارها بدقة، وليس ببعيد أن يكون الخليفة نفسه قد لمس هذا الضيق عندما حج بالناس قبل البدء في الزيادة، وقد جاء أنه حج بالناس مرتين ويزيد من قوة هذا الاحتمال ما عرف عن الوليد من حبه للبناء وبالأخص عمارة المساجد الجامعة التي عمر في عهده منها أربعة، تمت كلها على ما يريد من دقة الصنعة وكمال البناء.
سمات زيادة الوليد بن عبد الملك:
يفترض أنه أضاف الزيادة التي أحدثت في شرق المسجد والتي قدرت على أصح الروايات بأربع اسطوانات وأضيف في الجهة الغربية اسطوانتان، حيث أصبح كل من المنبر الشريف ومصلى النبي (صلى الله عليه وسلم) في طرف المسجد الشرقي، حيث أصبح بعد المنبر عن الجدار الغربي أربعة عشر اسطوانة أي ثلاثة أضعاف الاسطوانات الواقعة شرقي المنبر، والتي كانت قبل الزيادة خمس اسطوانات.
ومما يجدر ذكره هنا أنه لا بد أن تكون قد سبقت هذه التوسعة دراسة طويلة تحددت في الدور التي يجب إدخالها في المسجد، خاصة وقد جاء أنه كان يفكر في إدخال بعض الدور المجاورة للمسجد إلى التوسعة المقترحة في ولاية الحجاج على المدينة المنورة في خلافة عبد الملك بن مروان، أي أن حاجة المسجد الشريف إلى التوسعة كانت قائمة قبل مجيء الوليد إلى الخلافة.
كما تم في عهد الوليد بن عبد الملك بناء المسجد الحرام أيضاً، حيث استخدم في عمارته الفسيفساء في تكسية الجدارن أيضاً ، وكانت هذه العمارة سنة 91 هجري، أي أنها قريبة لعمارة المسجد النبوي، ويقال أن عمال المسجد الحرام هم نفسهم عمال المدينة.