بجانب قلاع طريق الحج المصري وجدت قلاع أخرى على طريق الحج الشامي، مثل: قلعة تبوك وقلعة العلا وقلعة زمرد وقلعة المعظم، وقد أشار أحد الباحثين إلى أن قلعة تبوك هي من القلاع القديمة التي شيدت قبل الميلاد بحوالي 3500 سنة، وأن أعمال الترميم والتجديد قد تعاقبت عليها، وهي بالحالة التي هي عليها الآن تعود لسنة 1651 ميلادي، حيث تشتمل على نص كتابي منفذ على لوحة من الرخام الأبيض تتضمن هذا التاريخ.
ومن المرجح أن هذا التجديد قد تم نظراً لأهمية هذه القلعة بالنسبة للحجاج الشوام، وتشير الصورة المنشورة للقلعة إلى أنها قد شيدت من الحجر الرملي، وأنها تشتمل على عدد من فتحات المزاغل وفتحات إطلاق النيران، ولم تشر أية دراسة أخرى لهيئة القلعة الداخلية وعناصرها المعمارية، كما أن هذه القلعة لم ترد ضمن رحلة أوليا جلبي المسماه بالرحلة الحجازية.
قلعة العلا في شبه الجزيرة العربية:
هذه القلعة من بناء المعز لدين الله الفاطمي سنة 969 ميلادي، وهي ذات أضلاع ثلاثة رآها أوليا جلبي وذكر أن القلعة تشتمل على عشرة منازل أو حجرات، لها أسقف مغطاة بالطين، ويبدو أن هذه القلعة قد جددت في عام 1670 ميلادي، وهي السنة التي قام فيها أوليا جلبي برحلته للحج، وهي تعرف باسم قلعة موسى بن نصير فاتح الأندلس، وتقع على قمة جبل موسى، وهو عبارة عن هضبة جبلية ذات سطوح تكاد تكون عمودية والقلعة وعرة التسلق ولم يصل منها غير الأطلال.
قلعة المعظم في شبه جزيرة العربية:
المعظم منطقة تقع في الجهة الشمالية الغربية للملكة بين الأخضر ومدائن صالح على طريق الحج الشامي في مدينة تبوك، شيدت بها قلعة مربعة في عام 1622 ميلادي في عهد السلطان العثماني عثمان الثاني، وهذه القلعة ذات هيئة مربعة طول ضلعها 18 متر، وهي أصغر حجماً من قلعة الزمرد ولكنها من حيث التحصينات والعناصر المعمارية أكثر ثراءاً، فقد زودت أركانها بأربعة أبراج ذات هيئة اسطوانية.
يتوسط المربع بناء مكشوف تفتح عليه سبعة إيوانات، إيوانان على على جانبي المدخل وثلاث إيوانات مقابلة للمدخل ثم إيوان في كل جانب، وتغطى الإيوانات جميعها أقيبية برميلية، والقلعة غنية بالفتحات المخصصة للمدافع كذلك المزاغل المخصصة للرمي بالبنادق.