قلاع عسير في المملكة العربية السعودية

اقرأ في هذا المقال


منطقة عسير في المملكة العربية السعودية:

يطلق اسم عسير على مجموعة جبال شامخة مترامية الأطراف تتخللها أودية وشعاب وعرة المسالك تقع في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية، ومن المحتمل أن تسمية عسير قد أطلقت نتيجة لوعرتها وصعوبتها، فهي حقاً عسيرة المرتقى وعسرة المسالك، كثيرة الجبال والوهاد والأودية، كما أن اسمها مأخوذ من أحد ساكني هذه المنطقة القديمة.
وكانت عسير في عهد دولة المماليك تتبع بعض السنين لأشارف مكة، وفي البعض الآخر لأئمة صنعاء، وقد كانت طبيعة عسير قاسية إلى حدٍ ما مما جعلها تتمتع بالبعد عن السيطرة المباشرة للطامعين سواء من الشمال (الحجاز) أو الجنوب (اليمن)، لكن ذلك لم يمنع أهلها من الاقتتال فيما بينهم.
وقد أدت تلك الحروب إلى ضرورة القضاء على كيان عسير المستقل؛ وذلك حفاظاً على البقاع المقدسة وحماية لها من الحروب الداخلية والخارجية، فقام العثمانيون بهذا الأمر وكان لهم ما أرادوا وبدأوا يحكمون عسير حكماً عثمانياً عسكرياً مباشراً سنة 1872.
ورغم قصر المدة التي قضاها العثمانيون في منطقة عسير فضلاً عن حالة عدم الاستقرار التي كانت تسود المنطقة، فقد أنشأ العثمانيين بعض الاستحكامات الحربية لكي يقوا عسكرهم من غائلة الهجمات المفاجئة والثورات والحروب التي كان يشنها أهل عسير، ومن القلاع التي شيدت في العصر العثماني في منطقة عسير قلعة الدقل وقلعة الشعار وقلعة شمسان وقلعة ذرة.

قلعة شمسان:

تقع إلى الشمال من مدينة أبها، شيدت على قمة جبل شمسان، وهي تسيطر على الطريق القادم من عقبة شعار شمالاً، حيث يعد الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة أبها بالمناطق الشمالية، ومن هنا فإن تشييد القلعة في هذا الموقع له أهميته العسكرية في إغلاق الطريق العام أمام أي هجوم يداهم المدينة من ناحية الشمال.
ولم يرد عن هذه القلعة أية أوصاف معمارية، غير أنه من الراجح أنها كانت تشبه تلك القلاع التي شيدها العثمانيون في هذا الإقليم، وقد استمرت هذه القلعة حتى غادر الأتراك بلاد عسير عام 1918 ميلادي، ثم هجرت فأصابها الخراب وتهدمت بعض أجزائها، وفي عام 1933 ميلادي استخدمتها القوات السعودية فوضعت عليها حامية عسكرية بعد أن قامت بترميم الأجزاء التي تهدمت فيها، كما أنها أضافت إليها بعض الوحدات البنائية اللازمة وظلت مستخدمة لمدة قصيرة ثم هُجرت فأصابها الدمار حتى صارت على هيئة أبنية مهدمة خربة لا يستفاد بها.


شارك المقالة: