وصف مباني مكة المكرمة:
تجمعت المباني في مكة المكرمة في المناطق حول الوديان والشعاب؛ وذلك بسبب صعوبة البناء والوصول إلى المساكن على المنحدرات الجبلية الوعرة المحيطة بالمدينة، لذلك جاء البناء بشكل كثيف والارتفاع كان شكل رأسياً في شكل طوابق متعددة، حيث أمكن الاستفادة من ذلك في الفصل بين أماكن استقبال الضيوف بالأدوار السفلى والأماكن الأكثر خصوصة لاستخدام الأسرة في الأدوار العليا.
يمكن تصنيف المباني السكنية بمكة المكرمة إلى ثلاثة نماذج:
- النموذج البسيط: وهو صغير الحجم ويشغله الأسر الصغيرة.
- النموذج الكبير: ويشغله أسر الأغنياء ويحتوي على وحدات أكبر وبعضها مستقل بذاته.
- النموذج المتعدد: وهو الذي يسكنه كبار الأغنياء ويظهر كأنه عدة بيوت مندمجة.
مواد البناء المستخدمة في مباني مكة المكرمة:
تستخدم في عملية البناء أحجار البازلت المتوفرة، والتي تترك ظاهرة مما يعطي خشونة لواجهات المباني، ويتم بناء الأسقف من عروق الخشب (الذي ين جلبه من وادي فاطمة القريب أو يتم استيراده من الهند)، وقد استخدمت الرواشين على الوجهات المباني بكثرة كوسيلة فعالة في المعالجة المناخية وتوفر الخصوصية، كما بلغ ارتفاع الأبواب الخارجية حوالي 3 أمتار وكان الأبواب على هيئة غاطسة داخل حنية يوجد في أعلاها عقد مزخرف بالاحجار، كما يحتوي على زخارف نباتية بارزة من الجبس يعرف بالكوة، ويعتقد أنه قد استقاء فكرتها من الفتحات التي تعلو أبواب القلاع.
ويتكون الباب من ضرفتين ذات حشوة خشبية مزينة بزخارف نباتية دقيقة، وبكل ضلفه فتحة صغيرة تسمى الخوخة، ومن هذه الخوخة يتم الوصول إلى البيت، أما الضلفتان الكبيرتين يتم استخدامهم وفتحهم في المناسبات الكبيرة والمواسم، أما النوافذ فهي خشبية وبشكل يأخذ استطالة رأسية مكونة من ثلاثة أجزاء: جزء سفلي مستطيل بعرض فتحة الشباك مكون من حشوة محفورة بزخارف نباتية، ثم جزء أوسط مقسم بمصبعات حديدة رأسية وله ضلفتين داخلتين مزودتين بورق شمسية متحرك ليسمح بالرؤية من خلفه ويسهل حركة مرور الهواء، كما أن القسم العلوي من الشباك يتكون من ضلفتين شمسية باستطالة رأسية يعلوها عقد خشبي عبارة عن حشوة ذات زخارف نباتية.
كما أن الأسطح في منازل مكة المكرمة القديمة تستعمل بديلاً للفناء المعروف بالمسكن، ويتم فيها مزاولة الأنشطة المنزلية والنوم ليلاً .