مستوطنات العصر البرونزي في اليمن القديم

اقرأ في هذا المقال


بداية العصر البرونزي في اليمن القديم:

بعد اكتمال المقومات الاقتصادية بمعرفة إنتاج الفخار وتربية الحيوان والزراعة، ظهرت البدايات الأولى للعمارة التي تلبّي احتياجات الإنسان في جنوب الجزيرة العربية في بداية العصر البرونزي، والذي يمكن أن نعيده إلى الفترة ما بين الألف الرابع إلى الألف الثاني قبل الميلاد، استناداً لتحليل الكربون للعينات والدراسات التحليلية للفخار الذي عثر عليه في المواقع المكتشفة، والتي تعود إلى العصر البرونزي في اليمن في كل من المرتفعات الشرقية والوسطى وحضرموت وتهامة.

أهم المستوطنات التي وجدت بها بقايا معمارية في العصر البرونزي:

1- منطقة خولان والحدا:

وجدت العديد من مواقع العصر البرونزي في خولان على طول الأودية، تبعد هذه المواقع عن بعضها بمسافات منتظمة وتنقسم إلى نوعين حسب المساحة: مواقع مستوطنات صغيرة تقل مساحتها عن 1000 متر مربع، مواقع مستوطنات كبيرة تزيد مساحتها عن 1000 متر مربع، ويتفق هذا التقسيم مع اختلاف نوعية البناء فيها، فمواقع المستوطنات الصغيرة يتألف مخططها المعماري من منطقة شبه دائرية يتشكل محيطها من صف حجرات متصلة ببعضها مكوناً سوراً للساحة الداخلية.
أما المستوطنات الكبيرة فهي عبارة عن تجمع لعدة وحدات معمارية من النوع السابق مكونه مجمعاً سكنياً بدائياً، وتشيّد الوحدات المنفردة المتلاصقة جنباً إلى جنب، في حين يلاحظ في بعض الحالات الأخرى درجة كبيرة من التكامل تتضح من خلال المخططات الأساسية لهذه المستوطنات، كما لوحظ أن بعض هذه المستوطنات مسورة بسور حجري تتراوح سماكته بين متر إلى متر ونصف.

2- موقع وادي يناعم:

تعتبر عمارة موقع وادي يناعم من البدايات الأولى للعمارة في عصر البرونز التي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، حيث كشفت الحفريات عن أسلوب معماري يمتاز بالجدران الحجرية منحنية الأضلاع، وتتكون المساكن الفريدة من غرفتين ذات شكل بيضاوي تطلان على الساحة الداخلية، تستخدم إحداهما للسكن والأخرى لتخزين الطعام.
أما القواعد فشيّدت من كتل حجرية جرانيتية مربعة وغير مشذبة، وشيدت الجدران من أحجار أقل حجماً وضعت في صفوف أفقية ثبتت بأحجار صغيرة، كما في وسط غرفة السكن عمودان مركزيان من الحجر لا تزال قواعدهما الحجرية واضحة المعالم، لدعم السقف المشيد من الأغصان والقش، وحفرت الأرضيات من الداخل حتى الوصول إلى الطبقات الصخرية؛ ممّا جعلها تبدو منخفضة من الخارج.


شارك المقالة: