خصائص مسجد البصرة:
شيده عتبة بن غزوان بأمر الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، في 14 هجري على تخطيط مربع وأحاطه بأعواد العشب الجافة، وكان مربعاً طول ضلعه 100 ذراع على غرار المسجد النبوي، وقد بنى داراً للإمارة قرب المسجد (أول دار إمارة خارج الحجاز في ولاية إسلامية) من جبهته الجنوبية في منطقة تسمى الدهناء ثم جدده أبو موسى الأشعري 16 هجري بعد حرق مسجد البصرة فأعاد بناءه باللبن.
وقد أدرك زياد بن أبي سفيان أهمية المسجد عندما ولى البصرة لمعاوية 44 هجري، فهدمه وأعاد بنائه بالآجر والحصى بشكل مستطيل بطول 12.3 متر وعرض 88.5 متر، كما أن سقفه كان مبنى بخشب الصاج، واستخدمت فيه أعمدة ذات طبقات حجرية متراصة أتى بها من الأهواز، وهو أول عمل من عمل المقصورة كي يأمن الحفاظ على الموتورين أثناء الصلاة فلا يغتالوا كعلي وابن حذافة.
كما بنيت مئذنته بالحجر، حيث أمر بتغطية أرضيته بالحصى، كما كانت المقصورة ملاصقة للقبة ولها باب يوصل لدار الإمارة، كما يظن أن هذا المسجد كان له منارة أو مئذنة، كما أمر ببناء دار الإمارة ووصلها بمقصورة الصلاة، ونقل المنبران إلى صدر المسجد وكانا من قبل في وسطه، وقد بنيت دار الإمارة من اللبن.
يتألف بيت الصلاة من خمسة أساكيب كونتها خمسة صفوف من الأعمدة الأسطوانية القائمة على قواعد مربعة طول كل منها 1.1 متر، وتتكون المجنبتان والمؤخرة من أسكوبين يتكونان من صفين من الأعمدة، وكانت المسافة بين العمود والآخر 3 متر وكشفت التنقيبات التي أجرتها مديرية الآثار الراقية عام 1960 ميلادي عن قاعدة لمئذنتين إحداهما في الركن الشمالي الغربي والأخرى في الركن الشمالي الشرقي.
وقد زينت قاعدة المئذنة بحشوات زخرفية آجرية يعود تاريخها إلى عصر المنتصر بالله العباسي.
خصائص مسجد الكوفة:
خطط سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) هذا المسجد عام 15 هجري، ولعله اكتمل في 17 هجري، حددت مساحته بإلقاء سهم في الجهات الأربعة، وقد أحيط بخندق بدلاً من الحوائط، ولعل ذلك لعدم انتهاء الحرب مع الفرس وفي الجهة المقابلة أقيمت مظلة على أعمدة أخذت من خرائب منزل من منازل الأمراء اللخميين بالحيرة، وقد أعاد بناءه زياد بن أبي سفيان أثناء ولايته فوسعه وبناه بالآجر والجص وأسند السقف فيه إلى أعمدة رخامية من زخارف متقنة.