تحليل جذور المئذنة_السلم

اقرأ في هذا المقال


يقودنا هذا النوع من المآذن إلى تحليل أصول هذا الشكل المعماري البديل عن المئذنة، ومن المهم أن نتبع أصل هذا الشكل المعماري وأن نقرر فيما إذا كان عبارة عن سلم أو هو شكل من أشكال المآذن.

إن الرواة وكتاب السيرة والمؤرخين الأوائل مجموعين على أن مسجد الرسول بالمدينة لم يزودنا بمئذنة، وأشار بعضهم إلى أن بلال كان يؤذن للصلاة من على سطح بيت مجاور لمسجد الرسول (عليه الصلاة والسلام)، وأن صاحبة هذا المنزل كانت إمرأة من قبيلة بني النجار، وقد فعل بلال ذلك من على سطح الكعبة عند فتح الرسول لها.

وهناك نص آخر يوضح كيف كان بلال يقوم بالأذان، هذا النص مأخوذ من نص ابن زبالة الذي أكمل كتابه عن المدينة في صفر 199 هجري، هذا المخطوط مفقود ولكن أجزاء منه ضمنت في مخطوطي ابن النجار.

خصائص المئذنة السلم في العمارة العثمانية:

يشير السمهودي أنه كانت هناك أسطوانة في بيت عبد الله بن عمر في جدار القبلة من مسجد الرسول بالمدينة، وكان بلال يؤذن عليها وكان يرقى إليها باقتاب، ويضيف السمهودي إن هذه الاسطوانة كانت موجودة في أيام ابن زبالة وكانت تسمى المطار.

ومن المعلومات التي وصل إليها من خلال النصوص التاريخية عن مسجد الرسول ومسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، حيث نستطيع أن نقول أن الشكل المعماري الذي كانت عليه هذه المآذن في المسجدين المذكورين، كان شكلاً مبسطاً من بناء صغير وسلم يؤدي إلى سطح المسجد.

وفي حالة مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط يبدو أن سلماً واحداً كان يؤدي إلى هذه الصوامع المبنية على سطح المسجد، هذه الأمثلة المبتكرة تبدو أنها كانت المصدر الأول للمئذنة_السلم التي استمرت ومازالت تستخدم في كثير من المساجد حتى وقتنا الحاضر ومنتشرة بكثرة في مصر والسودان وشمال إفريقيا والمنطقة الصحراوية الواقعة جنوب منطقة شمال إفريقيا.

ويبدو أن هذا الشكل المعماري انتشر في مصر ومنها اتجه غرباً إلى منطقة شمال إفريقيا، ومن هذه المنطقة اتجه هذا الأسلوب المعماري جنوباً شاقاً الصحراء ومواكباً لطرق التجارة، وقد أشار البعض أن انتشاره مرتبط بنمو وانتشار المذهب الأباضي، وبصفة عامة فالمساجد التي لها مآذن من نوع المئذنة_السلم هي في غاية البساطة وغالباً ما تكون خالية من الزخرفة، فهي بذلك تمثل أسلوباً معمارياً مميزاً.


شارك المقالة: