تصميم قدس الأقداس في المعابد اليمنية

اقرأ في هذا المقال


يُعد قدس الأقداس أهم جزء في المعبد، حيث يعتبر المكان الذي يتم التوسل فيه، وهو في الغالب يكون مسقوف، وبالرغم من أهمية هذا العنصر ودوره في الطقوس والشعائر الدينية فقد اختلف تصميمه من مملكة لآخرى، ووجدت له نماذج مختلفة تعكس نوعية الطقوس التي كانت تؤدى فيه، ويمكن تمييز نموذجين لقدس الأقداس في المعابد اليمنية القديمة هما: أشكال الغرف والمنصات المرتفعة.

الغرف في قدس الأقداس:

تميزت به معابد مملكة سبأ المستطيلة بشكل خاص، وفي الغالب ما يكون عبارة عن ثلاث غرف مختلفة المساحة ومسقوفة في مؤخرة الفناء، وقد ظهر في مرحلة العمارة البدائية ثم تطور في العصور التاريخة وأصبح أكثر إتقاناً، وأهم نماذج قدس الأقداس لكل من معبد أوام والبناء القديم من معبد برآن، وقد أثر ذلك على عدد من المعابد النبطية أيضاً، وظهر وقدس الأقداس فيها عبارة عن ثلاث غرف منتظمة في آخر الفناء والغرفة الوسطى أكبر من الغرفتين الجانبيتين.
وقد يقتصر عدد تلك الغرف على غرفة واحدة فقد تتقدمها شرفة محمولة على أعمدة، مقل الحال في معبد ذات حميم في حقة همدان، وهو بذلك يختلف عن قدس الأقداس في المعابد السبئية المستطيلة الأخرى؛ لأنه بُني في منطقة الجبال المرتفعة في مرحلة متأخرة من ازدهار مملكة سبأ، بعكس المعابد الآخرى التي بُنيت في المناطق السهلية وفي فترات زمنية أقدم من ذلك المعبد.

المنصات المرتفعة في قدس الأقداس:

ويقوم هذا النموذج من قدس الأقداس على أساس وجود منصة مرتفعة عن الفناء بواسطة سُلم مكون من عدد من الأدراج، وتكون غالباً مسقوفة بواسطة عدد من الأعمدة، وقد توجد داخل بناء مركزي يمثل البؤرة للمباني الآخرى في الموقع، وتميزت بهذا النموذج من قدس الأقداس عدد من معابد مملكتي حضرموت ومعين.
وانتشر ذلك التصميم في معابد مملكة حضرموت بحيث يمكن اعتباره صفة مميزة لمعابد تلك المملكة، وقد وجد محفوظاً في معبد ذات كفس، حيث أقيم داخل بناء مركزي كبير أبعاده 12*11 متراً مقسم إلى عدة أجزاء، وهو على شكل منصة في مؤخرة البناء ترتفع عن الفناء بمقدار 1.30 متراً ويتألف بشكل عام من إطار أو هيكل خشبي ملئت جدرانه بحجارة الدبش، ويتم الصعود إليه بواسطة سلم مكون من ثلاث أدراج.


شارك المقالة: