تطور الأسبلة العثمانية في أوروبا

اقرأ في هذا المقال


لقد ظهرت الأسبلة التي تجمع بين طراز الجشمة والأسبلة العثمانية التقليدية في مبنى واحد، ولم يحدث ذلك إلا في عصر اللاله، ومن أروع وأبدع النماذج الباقية كافة سبيل حشمة السلطان أحمد الثالث في الميدان، الواقع أمام باب همايون بطوب قابى سراى بإسطنبول، وهو عبارة عن مساحة مربعة وضعت في أركانها أربعة أسبلة ذات واجهة مقوسة أو نصف دائرية بواقع سبيل في كل ركن فتحت به ثلاث شبابيك.
كما يتوج كل سبيل قبة صغيرة تظهر رقبتها القصيرة وخوذتها المضلعة، وكأنها خارجة من الرفرف الخشبي الذي يتوج واجهات السبيل، ومثلها في ذلك القبة الكبيرة التي تتوسط قباب الأسبلة الأربعة، مع أن الرفرف هو الذي أحاط ذلك الشكل المميز، حيث اكتسب الرفرف كذلك شكله على هيئة هرم ناقص.
وعلى ذلك أصبح لدنيا أربعة أسبلة في الأركان مزودة ب 12 شباكاً، ويتوسط كل ضلع من الأضلاع الأربعة فيما بين الأسبلة أربع حشمات بواقع جشمة لكل ضلع، فهي عبارة عن دخلات معقودة بعقود مدببة شغلها من أسفل أربعة صنابير بواقع صنبور لكل جشمة، هذا وقد يوجد أسفل كل صنبور حوض رخامي أبيض، ويكتنف هذه الجشمات في مبنى واحد وهو مالم يحدث قبل ذلك.

زخرفة الأسبلة العثمانية في أوروبا:

أما عن الزخرفة فتعد هي الأخرى مثالاً راقياً للفن والإبداع وتستوي في ذلك النقوش الزخرفية والكتابية على السواء، وهي تجمع أساليب مختلفة ما بين الحفر والتذهيب والتلبيس والصب والتكسية الخزفية، وقد نفذت تلك النقوش وفق طراز الباروك الممزوج بالطراز المحلي، ومن الأسبلة التالية التي صممت وفق ذلك الطراز الجديد كل من سبيل وجشمة السلطان محمد الرابع في باب العزب وسبيل جشمة يوسف باشا الذي بني في عام 1202 هجري وسبيل جشمة مهر شاه سلطان وسبيل جشمة ابراهيم باشا.
كما أن سبيل أحمد باشا في قندية بجزيرة كريت يعد قطعة فنية هو الآخر، وفيه بعض التجديد والابتكار، ومن ذلك فتحات الشبابيك على هيئة عقود نصف دائرية ممتدة، كما يفصل بينها دعامات صغيرة مدمجة لا تتوجها عقود، إنما تنتهي تيجانها عند الكورنيش البارز أعلى الشبابيك، كذلك يوجد عمود مدمج أسفل كل دعامة ويفصل فيما بينهما فقد الداير الرخامي.


شارك المقالة: