تطور العمائر الدينية العثمانية في مصر

اقرأ في هذا المقال


وصف المرحلة الثانية من تطور العمائر الدينية العثمانية في مصر:

أما عن عمائر المرحلة الثانية والتي شيدت فيما بين عامي 1216-1265 هجري، فيمكن القول بأنها قد اتسمت بخصائص جديدة ولاسيما ما شيد منها خلال عهد محمد علي، حيث شهدت هذه الفترة شيوع وانتشار الأساليب الرومية على حد قول المؤرخين المعاصرين.
ومن ذلك ما ذكره الجبرتي عند حديثه عن عمارة قصر العيني من أن محمد علي قد شرع في عمارة قصر العيني، وكان قد تلاشة ودمرته العسكر وأخذت أخشابه، فشرع في إنشائه وتعميره وتجديده على هذه الصوره التي هو عليها الآن على وضع الأبنية الرومية.
ويذكر في موضع آخر أن محمد علي أمر بهدم سراية القلعة وشرع في بنائها في موضع آخر، واصطلاح رومي وأقاموا أكثر الأبنية من الأخشاب ويبنون الأعالي قبل بناء السفل، وقد وصف الجبرتي هذه الأبنية التي حلت محل سراية القلعة بشكل أكثر تفصيلاً ودقة فذكر أنها الأبنية الرقيقة وأكثرها من الأخشاب على طريقة بناء إسلامبول والإفرنج وزخرفوها وطلوها بالبياض الرقيق والأدهان والنقوش وكله سريع الاشتعال.
أما علي باشا مبارك فيذكر أن محمد علي هو أول من أدخل المباني الرومية في الديار المصرية، وأنه أحضر معليمين من الروم فبنوا له سراية القلعة وسراية شبرا، ولم يقتصر الأمر على محمد علي فحسب، وإنما حذا حذوه في إنشاء العمائر على هذا الأسلوب بنوه وأمراؤه.

خصائص المرحلة الثاني لتطور العمائر الدينية العثمانية في مصر:

إن غالبية العمائر الرئيسية التي شيدت خلال تلك الفترة تعكس هذا الأثر بشكل كبير، بل يمكن القول بأنها تمثل في كثير من الأحيان الطراز العثماني الخالص سواء في التخطيط أو في العناصر المعمارية والزخرفية، وهو الأمر الذي لم نشاهد في عمائر المرحلة الأولى في الفترة 923-1213 هجري، وربما كان ذلك سبباً رئيسياً وراء إطلاق مصطلح الطراز الرومي من قبل المؤرخين المعاصرين كالجبرتي وعلي باشا مبارك.
كذلك تجد الإشارة إلى أنه على الرغم من أن تأثيرات فن الباروك والركوكو قد ظهرت في عمائر القاهرة في أواخر القرن 12 هجري، كما يتجلى في بعض العناصر والتفاصيل إلا أنه هذه التأثيرات كانت قليله ومن ثم يمكن اعتبارها بمثابة إرهاصات.


شارك المقالة: