تلوث البيئة الصحراوية

اقرأ في هذا المقال


ما المقصود بالصحراء؟

الصحراء: هي عبارة عن منطقة جافة حيث يحدث فيها القليل من هطول الأمطار وبالتالي فإن الظروف المعيشية معادية للحياة النباتية والحيوانية، أن تعرض الغطاء النباتي للنقص على سطح الأرض يودي الى عمليات التعرية، حوالي ثلث مساحة اليابسة في العالم قاحلة أو شبه قاحلة وهذا يشمل الكثير من المناطق القطبية، حيث يحدث القليل من هطول الأمطار والتي تسمى أحيانًا الصحاري القطبية أو”الصحاري الباردة”، يمكن تصنيف الصحاري حسب كمية الأمطار التي تهطل ودرجة الحرارة السائدة وأسباب التصحر أو موقعها الجغرافي.
تتشكل الصحاري من خلال عمليات التجوية حيث أن الاختلافات الكبيرة في درجة الحرارة بين النهار والليل تضع ضغوطًا على الصخور التي تنكسر، على الرغم من أن الأمطار نادرًا ما تحدث في الصحاري إلا أن هناك أمطارًا عرضية أحيانًا يمكن أن تؤدي إلى فيضانات مفاجئة، يمكن أن يتسبب المطر المتساقط على الصخور الساخنة الى تحطمها مما يؤدي الى تحولها لشظايا متناثرة فوق الأرض الصحراوية بسبب الرياح، بذلك تقوم الرياح بالاتقاط جزيئات الرمل والغبار ويلوح بها عاليا في الرمال أو العواصف الترابية، يمكن أن تؤدي حبيبات الرمل التي تهب عليها الرياح والتي تضرب أي جسم صلب في مسارها إلى تلف السطح.
كافح الناس للعيش في الصحاري والأراضي شبه القاحلة المحيطة منذ آلاف السنين، حيث قام البدو بنقل قطعانهم إلى أي مكان يتوفر فيه الرعي ووفرت الواحات فرصًا لأسلوب حياة أكثر استقرارًا، تعمل زراعة المناطق شبه القاحلة على تآكل التربة وهي أحد أسباب زيادة التصحر، حيث أن الزراعة الصحراوية ممكنة بمساعدة الري فعلى سبيل المثال يقدم وادي إمبيريال في كاليفورنيا مثالًا على كيفية جعل الأراضي القاحلة سابقًا منتجة من خلال استيراد المياه من مصدر خارجي.
تم تشكيل العديد من طرق التجارة عبر الصحاري خاصة عبر الصحراء الكبرى وكان يتم استخدامها تقليديًا من قبل قوافل الجمال، حيث أن هذه الجمال تحمل العديد من الاشياء مثل: الملح والذهب والعاج وغيرها من السلع، كما تم نقل أعداد كبيرة من العبيد شمالاً عبر الصحراء، بعض عمليات استخراج المعادن تحدث أيضًا في الصحاري كما أن ضوء الشمس المتواصل يعطي إمكانية لالتقاط كميات كبيرة من الطاقة الشمسية.

تلوث البيئة الصحراوية:

يؤثر التلوث من الأنشطة الحضرية والزراعية والتعدين بشدة على النظم البيئية الصحراوية ويعرض صحة الإنسان للخطر، بالإضافة إلى ذلك تستخدم أعداد كبيرة من الأشخاص الصحراء للترويج مما يتسبب في مزيد من التدهور، كما أن الأنشطة البشرية مثل جمع الحطب ورعي الحيوانات تحول المناطق شبه القاحلة إلى صحاري وهي عملية تعرف بالتصحر.
يمكن تصنيف تلوث البيئة الصحراوية كما يلي:

تلوث المياه:

المياه مورد نادر في الصحاري، حيث يتم الحصول على معظم المياه للاستخدامات السكنية والصناعية والزراعية من المياه الجوفية، لقد تم بالفعل زيادة تخصيص مصادر المياه بناءً على توقعات زيادة النمو السكاني، حيث أنه من المتوقع أن يتجاوز الطلب في حياتنا، يستنزف سحب المياه الأراضي الرطبة والأنهار ويدمر موطن العديد من أنواع الأسماك والحياة البرية وبعضها فريد من نوعه في الصحراء، حيث يتم إرجاع بعض المياه إلى طبقات المياه الجوفية والمياه السطحية؛ ولكن نظرًا لأن هذه المياه تصب من الأراضي الحضرية والزراعية والتعدين فإنها غالبًا ما تكون ملوثة بالمواد الكيميائية والمعادن والمغذيات.

النباتات الغازية:

أدى إثراء النيتروجين للتربة الناجم عن السقوط الجاف للملوثات من الهواء إلى جانب اضطراب التربة إلى تحويل الصحراء إلى ملاذ للنباتات الغازية، إن تشريد الأنواع النباتية الأصلية من قبل الأنواع الغازية له العديد من الآثار السلبية على النظام البيئي، قد لا تكون النباتات الغازية مناسبة للحياة البرية المحلية والتي غالبًا ما تعتمد على النباتات الأصلية في الغذاء أو المأوى، بالإضافة إلى ذلك مع تنوع متزايد للنباتات المدخلة يأتي احتمال غزو الحيوانات المدخلة، بعض الأنواع النباتية الغازية الشائعة هي: الملح المملح والعشب البرومي والأعشاب المعمرة والفلفل الرومي، حيث تنمو هذه الأنواع في مناطق أكبر بكثير من النباتات الأصلية مما يوفر وقودًا إضافيًا للحرائق التي أصبحت أكثر تواتراً وكثافة، هذه مشكلة كبيرة للنظم البيئية الصحراوية التي لم تعتاد على الحرق المتكرر.

تلوث الهواء:

هناك مصدران رئيسيان لتلوث الهواء في الصحراء، الأول هو الضباب الدخاني (الذي يتم نقله إلى الصحراء من المدن المجاورة)، يحتوي الضباب الدخاني على تركيزات عالية من أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين بالإضافة إلى الأوزون والجسيمات والمعادن، تتسبب ملوثات الهواء هذه في ضعف الرؤية ومشاكل صحة الإنسان وتلف للنباتات والحيوانات.
المصدر الثاني هو اضطراب التربة الصحراوية الناجم عن أنشطة مثل الترفيه على الطرق الوعرة والزراعة وبناء البنية التحتية وتمارين التدريب العسكري وعمليات التعدين، تولد هذه الأنشطة الغبار الذي يمكن أن يتجمع في أعمدة كبيرة وقد ثبت أن هذا مدمر بشكل خاص للنباتات الصحراوية، وجد الباحثون أن الغبار الذي تسببه الرياح قلل من معدلات التركيب الضوئي لثلاثة أنواع من نباتات موهافي الأصلية من خلال منع تبادل الغازات والنتح وتسبب في تقليل كفاءة استخدام المياه.

التهديدات الصحراوية:

من الصعب أن نتخيل أن الاحتباس الحراري سيكون له تأثير كبير على الصحاري الساخنة بالفعل في العالم، لكن حتى التغيرات الصغيرة في درجة الحرارة أو هطول الأمطار يمكن أن تؤثر بشكل كبير على النباتات والحيوانات التي تعيش في الصحراء، في بعض الحالات من المتوقع أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى زيادة مساحة الصحاري التي تغطي بالفعل ربع الأرض.
الاحتباس الحراري يزيد من حدوث الجفاف الذي يجفف فتحات المياه، قد تنتج درجات الحرارة المرتفعة عددًا متزايدًا من حرائق الغابات التي تغير المناظر الطبيعية الصحراوية عن طريق القضاء على الأشجار والشجيرات البطيئة النمو واستبدالها بأعشاب سريعة النمو.
قد يؤدي الري المستخدم في الزراعة على المدى الطويل إلى ارتفاع مستويات الملح في التربة بحيث تصبح مرتفعة جدًا لدعم النباتات، يمكن للرعي أن يدمر العديد من النباتات والحيوانات الصحراوية سيانيد البوتاسيوم المستخدم في تعدين الذهب قد يسمم الحياة البرية.
يمكن أن تتسبب المركبات على الطرق الوعرة عند استخدامها بشكل غير مسؤول في أضرار لا يمكن إصلاحها للموائل الصحراوية، قد يؤدي إنتاج النفط والغاز إلى تعطيل الموائل الحساسة وقد يتم التخلص من النفايات النووية في الصحاري والتي تم استخدامها أيضًا كمناطق للتجارب النووية.

حلول التهديدات الصحراوية:

يمكننا استخدام موارد المياه الموجودة بكفاءة أكبر والتحكم في التملح بشكل أفضل لتحسين الأراضي القاحلة وإيجاد طرق جديدة لتدوير المحاصيل لحماية التربة الهشة وزراعة الشجيرات والأشجار لتثبيت الرمال، يمكن أن تساعد زراعة النباتات البقولية التي تستخرج النيتروجين من الهواء وتثبيته في الأرض على استعادة خصوبة التربة، يمكن للأشخاص أيضًا استخدام المركبات على الطرق الوعرة فقط على مسارات وطرق مخصصة وحفر الأخاديد الاصطناعية في الأرض للاحتفاظ بهطول الأمطار واحتجاز البذور التي تهب عليها الرياح.

المصدر: كتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005كتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمانكتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العودات


شارك المقالة: