تيجان الأعمدة في عمارة دمشق

اقرأ في هذا المقال


خصائص تيجان الأعمدة في العمارة:

رأس العمود أو الجزء الذي يتوج أعلاه في أغلب الأحيان إما أن يكون بسيط أو مزخرف وتختلف زخارفه باختلاف الطابع العمراني لكل شعب من الشعوب، فمثلاً نشاهد في تيجان الأعمدة الفرعونية تأثيرات نباتات وأزهار وادي النيل كالبردي واللوتس والنخيل أو تخليداً لآلهتهم أو ملوكهم أو فرسانهم كالعمود الأوزوريسي والعمود ذو الفارس المعروف بالأطلنطي والعمود الهاتوري وغيرها.
ونشأت مع العمارة الإغريقية مجموعة من التيجان ذات الخصائص المتميزة وهي: الطراز الدوري والطراز الأيوني مزخرف بشكل حلزوني والطراز الكورنثي، حيث يشكل تاجه أوراق نبات الأقنثا وهو الأكثر شيوعاً، واستعمل الرومان في عمارتهم نفس طرز التيجان الإغريقية الدوري والأيوني والكورنثي وأدخلوا عليها بعض التعديلات، كما طوروا الطراز الدوري فعرف بإسم الدوري الروماني.

تطور تيجان الأعمدة في عمارة دمشق:

في بداية فتح مدينة دمشق لم يحدث أي تعديل أو تطور على تيجان أو أشكال الأعمدة، حيث استعمل ما كان سائداً في العمارة الرومانية في العهد الأيوبي، حيث نشاهد بعض من الأعمدة وتيجانها في الجامع الأموي، وبعد ذلك بدأت تتطور تيجان الأعمدة في العمارة الإسلامية وتتميز عن غيرها من العصور السابقة، حيث كانت تسخدم الأشكال النباتية والهندسية في زخرفة تيجانها، كما كانت تحتوي في بعض الأحيان على زخارف كتابية.
كما تم نقش إسم الحاكم أو اسم البناء على تيجان الأعمدة في العمارة الإسلامية، وكان للخط الكوفي النصيب الأوفى من بين الخطوط المستعملة، وفي العهد الأيوبي بدأ ظهور التاج المقرنص وانتشر في العهود اللاحقة، وفي هذه العهود الإسلامية الأخرى تطورت أشكال التيجان فظهر منها التاج البصلي والناقوسي والمزخرف بأوراق النبات إضافة إلى التاج المقرنص.
أما في العهد العثماني فقد تأثر في تيجان الأعمدة التي كانت سائدة في العصر السلجوقي، فأخذت الطرز الجديدة بالظهور كالتيجان المزخرفة بالأشكال الهندسية المثلثية منها والمعينية ذات السطوح الملساء النافرة والغائرة، ونشاهد ذلك في تيجان أعمدة التكية والمدرسة السليمانية، أما عمارة دمشق الحديثة فقد أعادت للتاج المقرنص الأيوبي مركزه الذي فقده في العهد العثماني، كما نشاهده في جامع العثمان في أو شارع ركن الدين وغيره من المساجد الكبرى في دمشق.


شارك المقالة: