مسجد ابن طولون أو ما يسمّى بالجامع المعلق موجود في مصر، أمر ابن طولون ببناء جامع في وسط القطائع عاصمته الجديدة، وبدا في البناء عان 293 هجري، يتكون الجامع من شكل مربع تبلغ مساحته (162.2)م في (161.5)م، يتوسطه صحن مكشوف مربع ويحيط بالصحن أربعة أورقة، أكبرها رواق القبلة، تتكون الأورقة من دعائم مبينة بالطوب الآجر، في أركان كل دعامة بنيت أعمدة متصلة نقشت تيجانها بأشكال نباتية بالأرابيسك.
تصميم جامع ابن طولون:
تحمل الدعائم عقوداً غطيت بطبقة من الجص المزخرف، يحيط بجدران المسجد الأربعة من أعلى مئة وتسعة وعشرون شباكاً من الجص المفزع بأشكال هندسية ونباتية، يتكون رواق القبلة من خمسة أروقة يعلو العقد فيها إفريز من الجص يعلوها سقف من الخشب المزخرف بالخط الكوفي، يوجد بإيوان القبلة خمسة محاريب غير مجوفة بخلاف المحراب الرئيسي الذي يتوسط جدار القبلة، فهو مجوف ومزخرف بفصوص من الفسيفساء الذهبية والزجاجية الملونة، كتب فيها (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
المحراب الرئيسي كان من إضافات السلطان (لاجين)، يحتوي جامع ابن طولون على لوحة تذكارية من البازلت الأسود، نُقِش عليها بالخط العربي الكوفي تاريخ الإنشاء وبعض آيات القرآن الكريم، كما تتوسط الصحن قبة كبيرة هي ثالث قبة كبيرة أقيمت فيه، وهي من إنشاء الخليفة المنصور لاجين سنة 696 هجري، تقوم القبة الحالية على مربع يرتكز على أربعة عقود، في أركان المربع توجد سبعة صفوف من المقرنصات تعلوها قبة ويحيط برقبة القبة شريط من آيات القرآن مكتوبة بالخط الثالث المملوكي.
من أهم ما يميز جامع ابن طولون مئذنته ذات الطراز الفريد، وهي مبنية على غرار مئذنة مسجد سامراء، وهما النموذجان الوحيدان من نوعهما في العالم، فهما الوحيدتان المبنيتان خارج المسجد لا داخله مثل باقي المآذن وسلمهما خارجي، ومئذنة ابن طولون مئذنة ملوية بسلم خارجي مكونة من أربع طبقات أولها قاعدة مربعة الشكل، يعلوها الجزء الأسطواني الملتوي الملفوف للخارج، ينتهي الجزء الأسطواني بشكل مثمن فوقه جسم آخر مغطى بقبة.
ولم يبقَ من العصر الطولوني سوى هذا المسجد، بالرغم ممّا ذكره المؤرخون من أن أحمد ابن طولون بنى قصراً في القطائع، سمّي قصر الميدان وزينه بحدائق واسعة ومضمار لسباق الخيل ولعب الكرة، كان للمضمار بوابة كبيرة ذات ثلاثة أقواس.