خصائص جامع الشيخ أبو الحسن السقاطي:
يقع جامع الشيخ أبو الحسن السقاطي على ساحل جنزور في ليبيا، كما يخبرنا التجاني عن مسجد آخر يقع في جنزور بالقرب من الشاطئ، حيث بناه الشيخ الفقيه أو الحسن السقاطي، والذي هو مقبور بجوار المسجد حيث إنه توفي في سنة 420 هجري.
البناء الحالي يتكون من جزئيين: الصحن وبيت الصلاة والأخير مسقوف بتسع قباب محمولة على عقود نصف دائرية وعلى مثلثات كروية في مناطق الانتقال، كما أن السقف محمول على هذه الشبكة من العقود التي ترتكز على أربعة أعمدة، لكل منها قطعة واحدة.
إلى جانب الدعامات الساندة الملتصقة بالجدران الأربعة، حيث إن ثلاثة من هذه الأعمدة لها تيجان استخدمت بكثرة خاصة في العهد القرمانلي، وهذه الأعمدة الأربعة والعقود التي تحملها تقسم بيت الصلاة إلى تسع وحدات فراغية متساوية، وجعلت الداعمات الساندة من الجدران الأربعة لبيت الصلاة، تبدو أنها بواكي كاذبة ذات عمق بنحو 30 سم.
خصائص جامع الشيخ أبو الحسن السقاطي:
محراب الجامع عبارة عن حنية بسيطة غير عميقة، حيث إن المنبر يتكون من ثلاث درجات من الحجر، كما يحيط بالصحن رواقان أحدهما يقع على الجهة الشمالية الشرقية، كما أنه يحتوي على حجرة صغيرة ومراحيض وحنفيات للوضوء، أما الرواق الواقع على الجهة الجنوبية الغربية فله بائكة محمولة على عقدين برتكزان على عمود، كما أن هذا الرواق يستخدم للصلاة.
أما الجهة الجنوبية الشرقية من الصحن فتشغلها سقيفة ومخزن مستطيل مدخله يقع خارج المسجد، وعلى هذا الجانب من الصحن توجد المئذنة التي تؤدي إلى سطح المسجد، وهذا ملمح معماري شائع في معمار المسجد الليبي، كما أن الجامع به دعامات ساندة من الخارج؛ حيث توضع لتحمل الرفس المعماري الذي تحدثه القباب، كما يُعد أيضاً ملمح معماري شائع في معمار المسجد الليبي.
إلى جانب ذلك فقد تشير المعطيات إلى أن مسجد سيقاطه (كما يعرف حالياً عند الأهالي) قد أعيد بناؤه في القرن الثامن عشر للميلاد، حيث يشير إلى ذلك حالته الإنشائية الجيدة وأنواع الأعمدة وتيجانهان واستخدام المثلثات الكروية في مناطق الانتقال في القباب، فكل ذلك يدعم هذا الرأي.