جامع الملوية

اقرأ في هذا المقال


جامع الملوية أو ما يسمّى جامع الجامع سامراء، شيّده المتوكل بين عامين 848 ميلادي و852 ميلادي، ولكن لم يبقى منه الآن إلّا السور الخارجي، بني في مدينة سامراء في العراق، كما يُعد من أهم المعالم الأثرية فيها وأروع منشئات العمارة الإسلامية، كما تُعد من أضخم وأروع الأثار الباقي من مدينة سامراء القديمة، حيث يتميز بشكل مئذنته الملوية، بني في العصر العباسي.

تخطيط جامع الملوية:

كان في الجامع رواق كبير باتجاه القبلة وأورقة أصغر حجماً في أورقة الصحن الباقية، كما يوجد لهذا الجامع منارة حلزونية تشبه كثيراً منارة جامع ابن طولون، حتى يعتقد أن منارة جامع ابن طولون منقولة عنها، كان هذا المسجد مستطيل الشكل، كبير المساحة حيث تبلغ أبعاده 240 * 158 متراً، حيث كان يتسع إلى 80 ألف من المصلين، كان سقفه يقوم على أكتاف متصله بها أعمدة من الرخام، وكان سوره عظيماً مدعوماً بأربعين برجاً قطر كل من هذه الأبراج حوالي 4.5 متراً وبروزه عن الجدران 2 متراً، وأكبر الظن أن جدرانه كانت مزينة بموازييك من الفصوص الزجاجية.

الطراز العباسي:

يمتاز الطراز العباسي في العمارة الإسلامية باستخدام الطوب الظاهر في الواجهات وبالتأثّر بالأساليب المعمارية الساسانية، وبظهور واستخدام الأكتاف والدعامات والركائز في حمل الأعتاب، كما يمتاز أيضاً بالإقبال على استخدام مواد الكسوة اللامعة ذات الألوان الجملية المتجانسة في كسوة المباني، ومن أشهر ما خلفه هذا الطراز والتي سجلها التاريخ هي جامع الملوية في مدينة سامراء وجامع أحمد بن طولون في القاهرة.

مدينة سامراء:

مدينة سامراء في العراق ازدهر فيها الطراز العباسي بأجلى مظاهره، وقد شيدت شمالي بغداد بأمر من الخليفة المعتصم سنة 836 ميلادي واتخذها عاصمة للخلافة ونمت نمواً سريعاً بعد أن جمع لها المعتصم من جميع أنحاء الدولة الإسلامية بنائين من أصحاب المهن ورجال الصناعات الدقيقية.
وشيّد المعتصم وخلفاؤه القصور وأنشأوا فيها البساتين والبحيرات والميادين، وعندما تركها الخليفة المعتصم وانتقل هو وحكومته إلى بغداد سنة 889 ميلادي، كان ذلك سبب في خراب سامراء، إذ سقطت أبنيتها الواحدة بعد الأخرى ولم يبقى منها إلا مسجد الملوية وقرية صغيرة التي جلبت المنقبين عن الآثار في بداية القرن الحالي، وغزت بفضل جهودهم حفائر غنية ساعدتهم عن كشف روائع العمارة العباسية في الفنون الإسلامية.


شارك المقالة: