خصائص جامع درويش باشا في دمشق:
يقع جامع درويش باشا في العاصمة دمشق، وبني الجامع من قبل درويش باشا بن رستم باشا وهو يعد أحد ولاة دمشق الذين حكموا في العهد العثماني، الذي تصدر ولاية دمشق في سنتي 979هجري و 983ميلادي، ونقل رفاته إلى دمشق ودفن في تربته التي أنشأها بجانب هذا الجامع، وهو نموذج لفن العمارة العثمانية من حيث التخطيط والقواعد المعمارية والفنية.
شيد مسجد درويش باشا عام 982 هجري/1574 ميلادي كما هو موجود في الكتابة التاريخية المنقوشة فوق الباب، وكانت هذه النقوش عبارة عن أبيات شعر، وكان من أهم خصائصها الاعتناء بالمظهر الخارجي والشكل العام للبناء، فكان هذا الجامع مستوفياً لتلك الشروط والقواعد والأسس، وروعي في بناء الجامع أسلوب العمارة الرسمية للدولة العثمانية، وعد أنموذجاً رائعا لهذا الأسلوب في دمشق، وعلى الرغم من تصميمه العثماني فإنه لا يخلو من التأثيرات المحلية التي تجعل له صبغة سورية.
التصميم المعماري لمسجد درويش باشا:
أما من حيث التصميم المعماري يحتوي الجامع على صحن مستطيل الشكل تتوسطه بركة حجرية مضلعة، الرواق يقع في جنوب الصحن تتقدمه خمس قناطر محمولة على أعمدة مستديرة ذات تيجان وقواعد مختلفة، ويعلو الرواق خمس قباب صغيرة وفي الجدار الجنوبي من الرواق محراب مزين بألواح القاشاني.
الحرم عبارة عن قاعة كبيرة مستطيلة الشكل أبعادها 18×11.5 متر، تغطيها سبع قباب مستديرة تقوم القبة الكبرى في الوسط، ويتوسط المحراب إطارات هندسية عريضة من الرخام الأبيض والأسود، المنبر مصنوع من المرمر أهم ما فيه قبة الخطيب المبنية على أربع دعائم رشيقة يعلو كلا منها قوس مدبب تكتنفه زوايا مزخرفة، ويلاحظ أن الزخارف الرائعة تزين الجامع من بابه إلى محرابه بأشكال وأنواع عديدة.
المئذنة شيدت فوق المدخل قاعدتها مربعة الشكل ثم يتحول إلى مثمن ينتهي بشرفة مقرصنة ثم مظلعة مخروطية من الرصاص، ويخالف شكل هذه المئذنة وأسلوب بنائها في ما كان مألوفاً في عصر بناء الجامع، ويغلب الظن أنها شيدت فيما بعد على الطريقة الشامية وذلك على أثر تهدم المئذنة الأصلية، ويؤيد ذلك مما ذكره ابن حرقة الحفار في كتاب ولادة دمشق في حوادث سنة 1136هجري/ 10تشرين الثاني 11723ميلادي حيث يقول “تزعزت منارة جامع الدرويشية وعمرت عمارة جديدة”.