خصائص جامع سليمية:
وهو جامع يقع في أدرنة (العاصمة الثالثة للعثمانيين)، حيث كان جامع السليمانية هو العمل الرئيسي لسنان، فإن وهو من أهم أعماله، وقد بني للسلطان سليم الثاني بن السلطان سليمان القانوني، وترجع أهمية المسجد لما حققه فيه من إنجازات معمارية هامة، فالقبة فيه تفوق قبة أيا صوفيا بأربعة أذرع عرضاً (في القطر) وستة أذرع ارتفاعاً، وهي مقامة على ثمانية دعائم (أكتاف) كبيرة ذات عقود منفوخة متصلة بالحيطان الخارجية؛ حتى تبدو كأنها جزء من الجدار، كما أن هناك أربعة أنصاف قباب أدخلت في أركان البناء الأربعة تذكر بالحنايا المعقودة قديماً، الأمر الذي يجعل لها 12 ضلعاً ويجعل الحيطان ما بين مربعة ومقعرة، حيث استخدمت المقرنصات في الانتقال من السطح المستوي إلى المقعر.
وصف جامع السليمية:
يتميز الجانب بشرفاته العديدة ونوافذه الكثيرة التي أكثر منها في الجدران للتقليل من تأثير الجدران والدعائم، مما أكسب حرم المسجد ضوء كثيراً، كما أنه أزال التأثير المادي لها، كما هيأت دخول الضوء بما يكفي المصلى الذي تحيط به أربعة مآذن ويتقدمه صحن به نافورة، وقد أشار كونل إلى أن المنارات الطويلة تعطى للمبنى بكتلته المتراصة هيئة الاندفاع إلى أعلى، وبذلك يكون الترك قد نجحو في إدخال الضوء من الأروقة الجانبية إلى الداخل، وهو ما لم ينجح فيه مصممو أيا صوفيا.
كما أنهم أعادوا الوحدة نوعاً ما للمصلى وزادوا في عرضه على عمقه عن طريق الاستغناء عن الدعامات والأعمدة في ردهات الأركان ودمجها في الجدران إلى جانب ترقيق العقود والأعمدة واستخدام الأروقة الجانبية، وبذلك زالت العوائق التي كانت تقطع صفوف المصلين وتمنعهم من رؤية المحراب والإمام، وبهذا تم التوفيق بين بناء أيا صوفيا الكنسي وفرائض الإسلام.
وهذا هو الفارق بين الإسلام وبقية الأديان، حيث في الإسلام لابد أن يعلم الإمام والقائد لجنوده وأتباعه في ضوء جلي، فالمسلم لا ينقاد لمجهول لا يسمعه أو يراهن، أما الكنائس والمعابد فهي تقوم على ستر منطقة الطقوس عن العامة، بما يسمى المذبح أو قدس الأقداس، وهو محرم على العامة دخوله، كما يمنعهم الظلام المخيم عبر القبة الثقيلة الجاثمة على صدر صحن الكنيسة من الرؤيا وستر الإمبراطور عن الناس.