خصائص العمران التقليدي في المنطقة الوسطى

اقرأ في هذا المقال


النسيج العمراني للمنطقة الوسطى في السعودية:

تميز العمران التقليدي في المنطقة الوسطى بالتماسك والترابط بين أجزائه، حيث يظهر ذلك في كتل المباني المتلاصقة وقلة وجود الفراغات الكبيرة داخل الأحياء، تماشياً مع الظروف المناخية السائدة حيث المناخ والحار والجاف.
الأمر الذي جعل المباني منغلقة على الخارج ومفتوحة للداخل على أفنية داخلية والممرات ضيقة والفتحات الخارجية قليلة، إلى جانب تقارب المباني لغرض تقليل الأسطح المعرضة للعوامل الجوية وحتى يغطي الظل أكبر مساحة ممكنة؛ لذلك تبدو المباني على شكل كتلة متراصة ومتلاصقة مع بعضها بارتفاعات متقاربة، حيث تقوم المنازل بدور الحماية بعضها لبعض والتخفيف من شدة الرياح والحرارة ووهج الشمس.
كما يتميز النسيج العمراني للمدن والقرى التقليدية في المنطقة الوسطى بأن المسجد الجامع والسوق التجاري يمثلان المركز الرئيس وساحة التجمع للمدينة أو القرية ومنها تنطلق الطرق الأساسية والممرات إلى بقية الأطراف، وتتفرع من الطرق الأساسية طرقات ضيقة للربط بين المركز والأحياء، ثم تنحدر من هذه الطرقات والحواري والأزقة الصغيرة ذات الوجهات المتشعبة في أغلب الأحيان.

سمات النسيج العمراني للمنطقة الوسطى في السعودية:

النسيج العمراني بوصفه السابق يُشعر الإنسان بالانتماء والطمأنينة، حيث إن طبيعة تصميم البرحات العامة والممرات والمباني بأبعادها الأفقية والرأسية تتماشى مع خاصية البعد الإنساني، فالإنسان كان جزءاً من تلك المنظومة الاجتماعية المتكاملة.
كما يتميز تصميم المباني التقليدية بالبساطة والتجانس في مفرداته العمراني في غالب الأحيان، فلا توجد طبقية أو أحياء خاصة بالفقراء وأخرى خاصة بالأغنياء، وإنما تتساوى المنازل وتتماثل في كل مظاهرها تقريباً، ومنها: الشكل العام ومواد البناء وارتفاعات الجدران وزخارفها الخارجية، فلا تطاول ولا تفاخر في البنيان؛ مما أدى إلى تقارب المجتمع وترابطه.
ومن جانب آخر أدى تقارب المباني وتلاحمها إلى أن كتلتها المعمارية تكاملت وتداخلت بصرياً مع الفضاءات المحيطة؛ مما حقق أسمى صور التكامل والتجانس والتداخل الحسي بين الكتل البنائية والفضاءات المفتوحة، وبدت المدينة أو القرية كأنها تحفة فنية مترابطة عضوياً يتوازن فيها المبني والمفتوح، إلى جانب ذلك فقد يمتاز العمران التقليدي في المنطقة الوسطى باستتخدام مواد البناء المحلية وأهمها الطين، حتى يمكن أن توصف العمارة في هذه المنطقة بالعمارة الطينية.


شارك المقالة: