دراسة تحليلة للمنازل العثمانية

اقرأ في هذا المقال


نبذة حول المنازل العثمانية:

إن أول ما يستدعي الانتباه حول هذه المنازل من الناحية الخارجية أنها مكونة من واجهات رئيسية واحدة، وذلك بسبب اتصال الواجهات الأخرى بالبيوت المجاورة، وهذه الظاهرة تعتبر سمة من سمات المنزل العربي.

وقد جاءت هذه الواجهات بسيطة في عناصرها المعمارية وحتى الزخرفية إذا ما قورنت بما في الداخل من تصميم معماري جميل، وتجد الإشارة إلى أن هذه الخاصية تميزت بها منازل قصبة الجزائر على العهد العثمانية، والتي تبدو هي الأخرى من الخارج بسيطة تعكس حرص صاحب المنزل على الاعتناء بمنزله من الداخل أكثر منه من الخارج.

إضافة إلى هذا لاحظنا ظاهرة هامة في التخطيط العام لهذه المنازل، وكل منازل حي الطبانة تفلت الانتباه وتتعلق بعدم انتظام الحدود الخارجية، وكذلك عدم استقامة جدران الغرف، بحيث أصبحت لا تؤلف فيما بينها زوايا قائمة باستثناء الأقسام الرئيسية كالصحن والأروقة في منزل القائد، في حين نجد هذا الانحراف في منزلي حميد العبد والمفتي قد مس جميع أقسامه الداخلية.

خصائص المنازل العثمانية:

نشير إلى أن هذه الظاهرة موجودة كذلك في منازل قصبة الجزائر، وفي منازل الفسطاط بمصر، ولعل السبب في ذلك يعود إلى تداخل حدود المنازل أو توسيع رقعتها مع الزمن، ويدل على ذلك أيضاً التواء الأزقة وعدم انتظام الدروب.

كما نلاحظ ظاهرة أخرى تمثلت في ازدحام منازل المدينة واحتواء أكثرها على طابق واحد يفسر ذلك ضيق مساحة الأرض ورغبة الناس في السكن داخل أسوار المدينة، كما أن الملاحظ لسطوح المدينة من بعيد يبدو له وكأنها سطح واحد، وقد استفادت منها العائلات في التنقل عبرها إلى مختلف المنازل المجاورة عوض استعمال الدروب والأزقة؛ لما في ذلك من خطر على النساء.

وأما بالنسبة للتغيرات التي أدخلت على هذه المنازل في الطابق الأرضي أو الطابق الأول خاصة في الفترة الاستعمارية، جعلت من الصعب إعادة تصور التركيب الأصلي للغرف ووظائفها الحقيقة؛ وذلك بسبب ما تعرضت له من تحوير وتشويه فقدت معه مظهرها الجميل، بحيث لم يبق منها إلى بعض الأجزاء الأصلية تابعة لحدود المبنى العام، وهو ما لاحظناه في منزل حميد العبد ومنزل المفتي، حافظت فيه على مواد بناء أصلية.


شارك المقالة: